في إطار الاهتمام بالمدن بعد جائحة COVID-19 نلاحظ جميعاً الحراك الاجتماعي من قبل عدة جهات عالمية ومحلية نحو تحقيق التعافي من تأثير جائحة كورونا في المدن وأسلوب المعيشة فيها. ولما للتطوير العقاري من أهمية متزايدة في إعادة الاتصال بين البشر والأماكن العامة علينا أن نعمل برؤية متجددة، توقعية لما ستؤول إليه الأمور بعد حين، واستقرائية لما هو متاح من معطيات، لإنشاء مدن المستقبل مع التركيز على أهمية التوافق مع البيئة والمجتمع ومتطلبات العصر، لإنجاح أي توجه نحو التجديد الحضري بصيغته المستمرة والمستدامة، وذلك من خلال تطبيق سياسات واضحة، هادفة، إبداعية، مؤثرة ومتكيفة تحقق النتائج، وملبية للطموحات المرجوة من التطوير العقاري. ولما لوحظ خلال الفترة الماضية من تفاعل المدن مع النظم البيئية، وتأثرها إلى حد بعيد بالتأثيرات الضارة على البيئة، ولأن الهدف من التطوير العقاري إنتاج تجمعات حضرية ناجحة على كافة المستويات لابد الأخذ بالاعتبار بأن المدن كائن حي متكيفّ ايكولوجياً، فجائحة كورونا قد تركت آثارها ليس فقط على البيئة بل وحتى على الإنسان والمجتمع والأبنية التي يعيش الإنسان ويتحرك فيها. وعلى هذا الأساس، فإن من الأهمية مراعاة الجوانب البيئية عند التخطيط والتفكير في إعادة تأهيل المدن والأماكن العامة لتقديم مكون عمراني جديد لديه القدرة على إحداث التغيير الإيجابي وتحقيق جودة الحياة.