لقي 28 شخصاً على الأقلّ مصرعهم، وأصيب نحو 80 بجروح جراء انفجار خزان وقود في عكار شمال لبنان . وأوضح الجيش اللبناني في بيان له اليوم، أنه قرابة الساعة الثانية فجراً، انفجر خزان وقود داخل قطعة أرض تستخدم لتخزين الوقود في بلدة التليل- عكار، مما أسفر عن مقتل 28 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن 80 آخرين، مشيراً إلى استمرار عمليات البحث عن مفقودين. من جهته حذر الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، من أن الكارثة ستزيد الضغط على المركزين الوحيدين لمعالجة الحروق في لبنان، الواقعين في مدينة طرابلس شمالاً وفي العاصمة بيروت. وقال شهود عيان، إنه وبعد مغادرة قوة من الجيش المكان ليلا، حصل تدافع كبير من قبل أبناء المنطقة لتعبئة ما تبقى من البنزين في الخزان، بوجود عناصر من مخابرات الجيش اللبناني في المكان، ويعتقد أنهم أصيبوا بالانفجار. وتضاربت المعلومات حول سبب الانفجار فقيل إن شابين من بلدة التليل هما أصحاب الخزان أحدهم يدعى جورج رشيد، وهو من عناصر التيار الوطني الحر، قدم ولاعة لأحد أبناء الجالية السورية الذي يعمل لديه والمقيم في البلدة لتهديد الموجودين إلا أن الولاعة سقطت منه أرضا، ما أثار غضب صاحب الخزان وأطلق النار من مسدسه الخاص على الخزان ولاذ بالفرار بواسطة مجموعة من الشبان قبل الانفجار بثوان قليلة. وعندما دوى الانفجار طارت أشلاء الجثث في المكان المموه كموقع لمواد البناء لصاحبه المدعو جورج رشيد، ليكشف الأمر لاحقا أنه صار مستودعا لتخزين البنزين والمازوت بشكل غير قانوني. وقال رئيس مجلس إدارة مستشفى خلف الحبتور في بلدة حرار في عكار، إن عددا من الجثث وجدت في المكان في ساعات الصباح الأولى، مضيفا: "هناك جثث متفحمة من الصعب التعرف على أصحابها". ومن جانبه، قال مدير مستشفى السلام في مدينة طرابلس، غبريال سبع : "يصعب التعرف على الجثث المتفحمة والحروق التي أصيب بها الجرحى فهي من أقوى الدرجات، وقد توفي أكثر من جريح بعد وصوله إلى المستشفى، والجرحى لا يزالون يصلون المستشفى". وطالب سبع المعنيين بضرورة تأمين العلاج المتخصص بالحروق، ومادة البنج للحاجة الملحة إليها. وروى رئيس بلدية التليل العكارية جوزف منصور الذي كان في مكان الحادثة، التفاصيل التي شهدها قبل حصول مجزرة خزان البنزين نافيا ما يشاع عن إطلاق نار أدى إلى الانفجار، موضحا: "جرت مصادرة خزان البنزين عصر أمس السبت، وعند الثانية والنصف من فجر الأحد، تجمع عدد كبير من أهالي البلدة بالقرب من الخزان للحصول على البنزين، وحضرت قوة من الجيش وبدأت مفاوضات على أن يحصل اتفاق بتفريغ المادة المصادرة وتزويد الأهالي بها، وحصل تجمهر لعدد من الأشخاص، وحصل الانفجار بعد إشعال أحدهم ولاعته". واستدعت الكارثة تدخلا عاجلا وطلب وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن من "المستشفيات جميعها في عكار والشمال وصولا إلى بيروت استقبال جرحى التليل على نفقة الوزارة". وناشد أهالي التليل وعكار المواطنين التبرع بالدم من الفئات كافة، وتجمع المئات منذ ساعات الصباح الأولى في محيط موقع الانفجار حيث ضرب الجيش طوقا أمنيا حول المكان. واقتحم عدد من أبناء عكار الذين تجمّعوا صباحا موقع الانفجار، وعمدوا إلى رمي عناصر الجيش بالحجارة. وليلا، شاركت القوى الأمنية والدفاع المدني والأهالي والصليب الأحمر في إجلاء القتلى والجرحى، كما توجهت فرق الإسعاف في جهاز الطوارئ والإغاثة من طرابلس إلى المكان للمساعدة في عمليات نقل الجرحى والمصابين. واعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون، في بيان، أن "هذه المأساة التي حلّت بمنطقة عكار العزيزة أدمت قلوب جميع اللبنانيين الذين يقفون اليوم مع أبناء المنطقة في هذه المحنة التي ألمّت بهم". وطلب "استنفار القوى والأجهزة الأمنية والصحية في المنطقة لمكافحة الحريق ونقل المصابين إلى المستشفيات وتقديم الإسعافات لهم على حساب وزارة الصحة"، كما طلب من "القضاء المختص إجراء التحقيقات اللازمة لكشف الملابسات التي أدت إلى وقوع الانفجار".