ما أصعب أن تعمل تحت إدارة مدير ضعيف الشخصية، ربما يتقبل البعض زميلاً في العمل يتصف بهذه الصفة ولكن أن يكون المدير نفسه ضعيفاً فهذه مصيبة فليس كل موظف يصلح أن يكون مديراً فعالاً، فأحد أهم صفات المدير أن يتسم بالحد الأدنى من الحزم والقدرة على ضبط الموظفينِ. مشكلة المدير الضعيف أنه يخشى الموظفين الأقوياء فهو بقدر الاستطاعة يبحث بأي طريقة للتخلص من الموظف القوي في قراره، يحسب أن كل صيحة عليه وأن حياته الوظيفية سيهددها هؤلاء الذين يراهم أقوى منه وربما يتطرف هذا المدير في محاربة هؤلاء الموظفين الذين يتفوقون عليه من حيث تفانيهم وشخصيتهم القوية وهو لا يعي أن هؤلاء نعمة وليسوا نقمة، ولا يدرك أن محاولة إضعافهم أو تهميشهم هي في نهاية المطاف زيادة في ضعفه وتخلف إدارته. بعض المديرين الضعفاء ربما يتطرفون في محاربة البارزين من الموظفين وذلك بإعطائهم تقديراً متدنيا في نهاية العام لا يتناسب مع مجهوداتهم، وهم بذلك يفتحون على أنفسهم باب الشكوى والتذمر الواسع التي ستصل أخباره إلى الإدارة العليا فينكشف أمر المدير أو إعطاء تقدير مرتفع لا يتناسب مع أداء الموظف وهذا تصرف غير عادل وضار بالعمل نفسه. فسهام النقد، خصوصاً إذا كانت مكتوبة مثل الصحافة أو شكاوى الموظفين داخل المنشأة سوف تشعر المدير الضعيف بأن هجوماً أو مكيدة تتربص به، وأسوأ سيناريو يتخذه هذا المدير عندما يسارع بردة فعل مستعجلة غير مدروسة ليطفئ نيران النقد، كأن يعمل تغييرات جذرية غير سليمة بنقل هذا وفصل ذاك وتبدأ لعبة الشطرنج بتحركات غير مدروسة أو يتهم موظفاً لديه بالتقصير أو يفصل آخر لأي سبب من دون التحقق أو إشعاره من قبل، والملاحظ أن المدير الضعيف يحيط نفسه بالموظفين الضعاف الذين يقدمون له الولاء والسمع والطاعة العمياء فلذا يقربهم إليه متجاهلاً أنهم بطانة سيئة كما لا يمكن توقع تطوير حقيقي من المدير القلق دائماً، مادام العمل يسير، حتى لو في الحد الأدنى، فلا حاجة لاتخاذ أي قرارات تطويرية أو تجديد بيئة العمل، فهو يخاف من أي جديد فينبغي أن تختار القيادة العليا مديراً قوياً وصاحب فكر، والأهم صاحب قرار أي أنه قادر على اتخاذ القرارات الصعبة والضرورية لمصلحة العمل والعاملين فيه ولا يظلم أحداً من الموظفين أو بالمعنى الأصح العاملين.