أوقعت قرعة لعبة الجودو بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، الجارية هذه الأيام، لاعبة المنتخب السعودي للجودو تهاني القحطاني، في مواجهة غير مسبوقة أمام اللاعبة الإسرائيلية راز هير شوكو. و ستكون بطلة الجودو السعودية، أمام تحدٍ كبير، خاصة في ظل قواعد اللجنة الأولمبية الدولية الصارمة التي وضعتها من أجل الالتزام باللعب أمام أي منافس، وتجنيب أي اعتبارات أخرى لرفض اللعب. وتعتمد الاتحادات الدولية لجميع الألعاب واللجنة الأولمبية الدولية سياسة صارمة لتعزيز التضامن كشعار أساسي للرياضة، وعدم التسامح مع أي تمييز يتعارض مع القيم والمبادئ الأساسية للرياضة. وشهدت الأولمبياد الحالية بطوكيو 2020 واقعة انسحاب لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين لرفضه مواجهة لاعب إسرائيلي، لتبادر اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي للجودو بإصدار قرار فوري بايقاف اللاعب ومدربه عمار بن خليف بصفة مؤقتة، تمهيداً لإصدار عقوبات أخرى بحق الثنائي. من جانبها سارعت اللجنة الأولمبية الجزائرية، باتخاذ موقف صارم تجاه اللاعب ومدربه، لتفادي أي إجراءات ضدها من اللجنة الأولمبية الدولية من والاتحاد الدولي للجودو، وأعلنت في بيان رسمي لها سحب اعتماد مشاركة اللاعب والمدرب في دورة الألعاب بطوكيو، وإعادتهما فوراً إلى البلاد، فضلاً عن عقوبات أخرى سوف تصدرها بحقهما. وتعول تهاني القحطاني على المشاركة في أولمبياد طوكيو، لاكتساب الخبرة الدولية، خاصة انها تبلغ من العمر 20 عاماً، ورغبتها تحسين تصنيفها الدولي، كون أن المشاركة الأولمبية من أكبر المنافسات لرفع التصنيف. وبدأت تهاني القحطاني مشوارها مع الجودو عام 2018، من خلال مشاركات في بطولات المملكة ، بدأتها بالحصول على وصيفة البطولة ، قبل أن تتوج بذهبية البطولة عام 2020. وستكون مشاركة القحطاني في أولمبياد طوكيو، الأبرز في تاريخها حتى الآن، حيث لم يسبق لها المشاركة خارجياً إلا في بطولة العالم في بودابست. وتهاني القحطاني طالبة جامعية، تشارك في أولمبياد طوكيو عن طريق بطاقة دعوة قدمت للمملكة من قبل الاتحاد الدولي للجودو واللجنة الأولمبية الدولية، وتم اختيارها لتمثيل المملكة بعد أن نالت المركز الأول في منافسات الوزن الثقيل. ورغم أن القحطاني ليست مصنفة دولياً، فإن وجودها في مثل هذه المنافسات يساعد في تصنيفها؛ كون الأولمبياد من أهم المنافسات الرياضية في العالم. وقال الدكتور نبيل الحسن، نائب رئيس الاتحاد السعودي للجودو، في حديث ل«الشرق الأوسط»، إن البطلة تهاني ليست مطالبة بتحقيق منجَز كبير في مشاركتها الأولى، بل إن وجودها في هذا المحفل العالمي الكبير يمثل فرصة من أجل تتطور للأفضل وتكون من البطلات اللواتي يُشار لهنّ بالبنان خلال السنوات المقبلة. وأضاف: «القحطاني في بداية مسيرتها، والمنافسة على تحقيق منجز كبير على مستوى الأولمبياد تحتاج إلى عمل كبير ومشاركات واسعة وخبرات متراكمة، ولذا لا يمكن الحديث عن أن تهاني ذهبت لطوكيو من أجل المنافسة على ميدالية، بل إن الأهم أن تستفيد من هذه المشاركة وتعود للمملكة وقد اكتسبت الشيء الكثير». وزاد بالقول: «نحن كاتحاد وبالتوافق مع اللجنة الأولمبية العربية السعودية نسعى لإعداد تهاني للوجود بشكل أقوى في أولمبياد باريس (2024)، ونعدها من الآن لهذا الهدف». وشدد الحسن على أهمية خفض الضغوط على البطلة القحطاني، بعد أن أوقعتها القرعة مع لاعبة إسرائيلية، مشيراً إلى أن القحطاني لا تزال في بداية مشوارها، ومن الصعوبة أن تتحمل هذا النوع من الضغوط، بل المهم تشجيعها والثقة بها في كل الأحوال. وستكون المواجهة الأولى للقحطاني أمام لاعبة مصنّفة في المركز العشرين عالمياً، ومتمرسة في مثل هذه المنافسات. بقيت الإشارة إلى أن هناك تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن مشاركة القحطاني ومواجهتها الأولى، حيث كان التركيز كبيراً على الرفع من معنوياتها، من أجل أن تحقق المكاسب التي تود الحصول عليها من هذه المشاركة. وكانت القحطاني قد تحدثت لموقع للجنة الأولمبية السعودية عن بدايتها والتحاقها بلعبة الجودو في جامعة الملك سعود في فترة الصيف، حيث بينت أنها كانت تحب اللعبة، وتعلّقت بها أكثر بعد ممارستها، مؤكدة أن طموحاتها كبيرة في هذه اللعبة.