جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عمان، يحل ضيفاً على أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، في أول زيارة خارجية رسمية له، ليؤكد جلالته على عمق الروابط الأخوية بين سلطنة عمان والشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وهذا ليس بمستغرب على سلطان عمان، وسلطنة عمان والتي تربطها بالمملكة روابط تاريخية أخوية، وأواصر القربى والجوار بين شعبين شقيقين. فالسعودية وعمان، في منظومة مجلس التعاون الخليجي، يعملان جنباً إلى جنب، مع بقية دول الخليج الأخرى، على تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما، والتعاون المشترك في مجالات الاستثمار والتجارة بما يخدم توجهات البلدين لتحقيق رؤية «المملكة 2030»، ورؤية «عمان 2040»، وما تتضمنه الرؤيتان من مستهدفات ومبادرات للتنوع الاقتصادي، وتنويع مصادر الدخل للبلدين الشقيقين. يتزامن هذا مع إنشاء منفذ بري مباشر يختصر المسافة بين البلدين بأكثر من 800 كيلو متر، يبدأ هذا المنفذ البري من «حرض» جنوب العاصمة الرياض، في الأراضي السعودية، ويستمر باتجاه حقل «الشيبة» النفطي، بطول 319 كيلومتراً، ثم من حقل «الشيبة» النفطي إلى المنفذ الحدودي الجديد مع سلطنة عمان بطول 247 كيلو متراً، ليمتد هذا المنفذ البري بأكثر من 680 كيلو متراً. هذا المنفذ البري سوف يعزز التبادل التجاري بين البلدين، وسوف يفسح المجال أمام حركة البضائع من السعودية مروراً بسلطنة عمان، وصولاً إلى موانىء السلطنة، والتي سوف تلعب دوراً في المساهمة في تصدير البضائع السعودية للعالم، بل إن هناك إمكانية أن تمتد خطوط أنابيب البترول لتصديرها من موانئ عمان على بحر العرب، والخليج العربي، تفادياً للمرور بمضيق هرمز. وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين المملكة وسلطنة عمان في العام 2020 نحو 3.36 مليار دولار ، تشمل الحديد والصلب، ومنتجات كيميائية عضوية، فيما بلغت الصادرات السعودية غير النفطية إلى سلطنة عمان 1.16 مليار دولار ، تشمل منتجات معدنية، ومصنوعات من الحديد أو الصلب والأغذية. كما تعتبر مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والتي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- مجالاً واعداً للتعاون بين المملكة وسلطنة عمان في مكافحة التغير المناخي. ومنذ استلام السلطان هيثم بن طارق آل سعيد مقاليد الحكم في سلطنة عمان زاد التنسيق بين البلدين بشأن ملفات سياسية مهمة، وفي مقدمتها الحرب في اليمن، حيث تلعب السلطنة دوراً محورياً مهماً في التوسط لحل الخلاف بين الأطراف المتصارعة في اليمن، وفي العاصمة مسقط يلتقي مبعوث الأممالمتحدة «مارتن جريفيث»، ومبعوث الولاياتالمتحدةالأمريكية «تيم ليندركينج»، مع المسؤولين العمانيين لإيجاد حلول عملية ترضي جميع الأطراف اليمنية لاستعادة الشرعية في اليمن، وبسط نفوذ الدولة اليمنية على كامل التراب اليمني، وأن ينخرط الحوثي في حزب سياسي بعيداً عن التدخل الخارجي، الذي جعل اليمن الشقيق يدار من قبل إيران كرابع دولة عربية تديرها إيران، إلى جانب العراق وسوريا ولبنان واليمن. فسلطنة عمان لها مصداقية في التوسط لحل الخلاف بين الأطراف اليمنية كونها اتخذت جانب «الحياد» في الأزمة اليمنية مما يسهل مهمتها كوسيط نزيه بين الأطراف اليمنية المتصارعة. كما أن سلطنة عمان تقوم أيضاً بدور مهم بتقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران كمكمل للدور العراقي، هذا الدور الذي يبذله رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي بين السعودية وإيران لكي يعم السلام والأمن ربوع منطقتنا الخليجية والعربية. نرحب بجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عمان، في بلده الثاني المملكة العربية السعودية، ونقول له كما يقول حبايبنا وأهلنا في الجنوب «مرحباً ألف».