تسعى المنظمات والمؤسسات والكيانات المهتمة على اختلاف اهتماماتها إلى التحسين المستمر في أعمالها وتطوير أدواتها وزيادة جودة منتجاتها وتعظيم تأثيرها. وللوصول لتلك الأهداف المنشودة ولخلق روح التنافس العادل، فقد استحدثت مؤشرات أداء وتصنيفات عالمية مبنية على معايير محددة، قابلة للقياس والتحقيق، وذات صلة وثيقة بعمل المؤسسة، ووفق إطار زمني محدد.. على مستوى مؤسسات التعليم العالي، نجد الجامعات السعودية تهتم بدرجات متفاوتة بالتصنيفات الجامعية العالمية والتي تركز بدورها على معايير أداء رئيسية ومختلفة كالتدريس والبحث العلمي ونقل المعرفة والتعاونات الدولية.. ولعلي أسلط بعض الضوء في هذه المقالة على اهم تلك التصنيفات وعناصر اهتمامها. - تصنيف جامعة جياو تونغ شنغهاي الصينية: بدأ في العام 2003 ويقوم بنشر قائمة بأفضل 500 جامعة عالمية بشكل سنوي بناء على جودة التعليم، نوعية أعضاء هيئة التدريس، الإنتاج البحثي، والإنجاز الأكاديمي مقارنة بحجم المؤسسة العلمية. - تصنيف كيو اس QS: وهو أيضاً منشور سنوي يصدر من قبل مؤسسة Quacquarellu Symonds البريطانية المتخصصة في مجال التعليم، ويعتمد في تصنيفه على سمعة الجامعة عالمياً بين الجامعات الأخرى، علاقة الجامعة بالشركات وتوظيف طلابها وخريجيها في سوق العمل، نسبة عدد الطلبة الى الاساتذة، ونسبة الاقتباس البحثي إلى عدد أعضاء هيئة التدريس في المؤسسة التعليمية. - تصنيف التايمز Times Higher Education: وهو الأكثر شهرة بين التصنيفات، ويضم في قائمته للعام 2020 ما يقارب من 1400 جامعة ومن حوالي 92 بلداً حول العالم.. ويرتكز في تقييمه على عناصر التدريس، الأبحاث العلمية، الاستشهادات والاقتباسات البحثية والتي يذكر فيها اسم الجامعة، علاقتها بسوق العمل، والسمعة والصدى الدوليين. لكن يبقى التساؤل قائماً، هل اهتمام الجامعات السعودية بالتصنيفات الجامعية العالمية والذي بدأ منذ حوالي عقد من الزمن هو غاية أم وسيلة؟ وللقارئ الكريم حق التفكير في ذلك ومحاولة الإجابة وفق المعطيات والمخرجات الحالية.. حجر الزاوية في هذا كله هو الطالب ومدى الاهتمام بتعليمه وتدريبه وتأهيله بالمعارف الأساسية والمهارات اللازمة للمنافسة في سوق العمل وجعله انعكاس حقيقي لمخرجات وقدرات الجامعة.. تستمر الجهود في هذا الجانب الحيوي، ولكن الأهم هو الأثر وما تتركه من بصمات على أرض الواقع.