حددت "فن جميل" موسم الشتاء المقبل موعدًا لافتتاح "حي جميل" بمدينة جدة. ويعّد الحي أول مجمع إبداعي من نوعه، يهدف إلى أن يكون مركزاً مجتمعياً معني بالصناعات الإبداعية. حيث يشتمل على كل الفنون الحية، على مساحة 700 متر مربع بما يمكنه من استضافة المعارض الفنية والثقافية المحلية والعالمية؛ وهناك فناء حي، وهي مساحة متعددة الأغراض للعروض وورش العمل والمحاضرات؛ وتعليم حي، وهي منصة تعليمية مجتمعية تنفذ برنامج متجدد يشمل التعلم التقليدي والافتراضي والأبحاث والتدريب المهني؛ واستوديو حي، وهي مساحات إنتاج ومرافق للتعلم التطبيقي والإقامات الفنية وسينما حي، أول دار سينما مستقلة في المملكة. ويواكب إطلاق المجمع الجديد الاحتفال بثلاثة أرباع قرن من الزمان على مزاولة الأنشطة الخيرية والاجتماعية لعائلة جميل، ويتماشى مع حقبة جديدة من الحياة الثقافية في السعودية. يهدف حي جميل، المجمع الإبداعي المقام على مساحة 17 ألف متر مربع، أن يكون وجهة مجتمعية في مدينة جدة لباقة عريضة من التخصصات الإبداعية في مكان واحد. وعن قرب افتتاح المجمع الإبداعي الجديد، تقول أنطونيا كارفر، المديرة التنفيذية لمؤسسة فن جميل: "يعد افتتاح حي جميل نقطة محورية ورئيسية لمؤسسة فن جميل، والمجتمع الإبداعي الذي نعمل معه في السعودية وشركائنا في جميع أنحاء العالم. هو نتاج أكثر من عقد من الاستشارات والتخطيط والبناء، وقد تمّ تخيل حي جميل كموطن تجتمع فيه أجيال مختلفة من الفنانين والممارسين الثقافيين للتجربة والتعلم والازدهار سوية، مما يساهم بشكلٍ فعّال في تطوير المشهد الفني في جميع أنحاء المملكة. نشكر المجتمع على دعمهم ونتطلع إلى الترحيب بالجميع في حي جميل هذا الشتاء". وتكاملاً مع المساحات والمنصات التي تديرها فن جميل، يجمع حي جميل شركاء محليين من المملكة من شأنهم لعب دورٍ ريادي في تخصصاتهم الإبداعية المختلفة. ويطلق على الشركاء مسمى سكان حي، والذين يجمعون بين الفن المعاصر، وعروض الأداء، والتصميم والنشر. هذا وبالإضافة إلى معهد للخَبز، ومقاهي ومطاعم متعددة. وسوف يتم الإعلان عن تفاصيل الشركاء والبرامج خلال الصيف. أما مساحة المعارض فنون حي، والتي تعّد جوهر المبنى، تقدم معارض فنية على غرار المتاحف لفنانين ومصممين سعوديين وأجانب، وتتناول موضوعات تربط المشهد المحلي بالعالمي. وسوف يكون المعرض الافتتاحي "على المائدة: الذاكرة، البيئة، المكان"، وبالشراكة مع مؤسسة دلفينا في لندن، مستوحى من ثراء التنوع السكاني في جدة، ويستكشف في موضوعاته العلاقة بين الذاكرة والطعام، والبيئة والمكان من خلال مساهمات متنوعة لأكثر من 30 فنانًا وباحثًا ومفكرًا ومؤدياً وصانع أفلام وممارسًا إبداعيًا. وتجري عملية بحث تعاونية لاستكشاف أنظمة وشبكات الغذاء على مستوى العالم خلال العامين الماضيين، ويتضمن "مختبرًا" للفنانين والكتاب والمفكرين من منطقة الخليج وخارجها. ومن المقرر أن تستمر هذه النقاشات طوال فترة المعرض، من نوفمبر 2021 إلى أبريل 2022، مصحوبة ببرنامج عام واسع النطاق يتضمن محاضرات وعروضًا وبرنامجًا للتعلم وعروض الأفلام بمساهمات من فنانين من المنطقة والعالم، بالإضافة إلى مجموعة من ورش العمل وأنشطة للأطفال والشباب والمهتمين. وفي هذا الشأن، تضيف سارة العمران، نائبة مدير فن جميل: "حي جميل هو كيان مجتمعي بالأساس يتفاعل مع محيطه، ويرّكز على إبراز الموضوعات المحلية من خلال المعارض والبرامج التي تجري صياغتها بدقة. ولأن جماعات الإبداع هي روح البيئة المبنية، يتمحور تصميم المبنى حول احتياجات الفنانين والعاملين في المجال الثقافي ورواد الأعمال. ويعّد حي جميل، الحي الحاضن للطموحات الإبداعية في مدينة جدة وجميع أنحاء السعودية بشكل عام". يذكر أن برنامج فن جميل في السعودية يمارس دورًا رائدًا في توثيق التراث الثقافي ورعايته والتوعية به. وللمؤسسة مشاريع في عسير والعلا، وفي بيت جميل للفنون التراثية في منطقة البلد بمدينة جدة، الذي ينشط منذ العام 2015 في تنفيذ مجموعة من الورش المجتمعية بالإضافة إلى تنفيذه برنامج الحرفيين السنوي المكثف بالشراكة مع مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية. وسوف يكون عرض الخريجين في نهاية العام 2021 تتويجًا لجهود بيت جميل للفنون التراثية في جدة؛ وسيتم نقل مقرها من منطقة البلد الى حي جميل. وبالتعاون مع مدرسة الأمير تشارلز وغيرها من المؤسسات، بدأت فن جميل في ابتكار طرق جديدة تدعم بها مجتمع الحرف في المملكة العربية السعودية، لتسهم وتبني على الجهود المبذولة على مستوى المملكة للحفاظ على ثراء وتنوع التاريخ والتراث المعماري والحرفي.