يزداد احتمال دخول المدخنين الشرهين إلى المستشفى جرّاء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بمقدار مرتين، مقارنة بغير المدخنين، وفقًا لدراسة حديثة أجراها المستشفى الأمريكي البارز، كليفلاند كلينك. وأظهرت الدراسة أن الإصابة بفيروس كورونا المستجد ترفع احتمالات وفاة المدخنين الشرهين نتيجة الإصابة بالفيروس، مقارنة بغير المدخنين. وقال واضع الدراسة، الدكتور جو زين الاستشاري في طب الرئة في أحد أكبر المستشفيات ، عشية اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، والذي يوافق الاثنين 31 مايو، إن المدخنين الشرهين معرضون لاحتمال دخول المستشفى جرّاء الإصابة بفيروس كورونا المستجد أكثر بمرتين من غير المدخنين، ما يعني بالتالي أن المدخنين أكثر عرضة للدخول إلى العناية المركزة وإلى الوفاة جرّاء هذا المرض. وأضاف الخبير الطبي أن جائحة كورونا استدعت الاهتمام بتحسين الصحة لدى الأفراد، مشيرًا إلى أن اليوم العالمي للامتناع عن التدخين يُعدّ "فرصة للتشديد على ضرورة توقف الأفراد عن التدخين، أو امتناعهم عن الشروع به في الأصل". وأوضح أن التدخين يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية واحتمال فقدان الأطراف والإصابة بالإعاقات الجسدية أو صعوبات التنفس والحاجة إلى الأكسجين. ووفقًا لنتائج الدراسة التي شملت 7,012 مريضًا أصيبوا بفيروس كورونا المستجد ، ونُشرت نتائجها في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، فقد زادت احتمالات دخول المرضى من المدخنين الشرهين إلى المستشفى بمقدار 2.25 مرة، وكانوا أكثر عرضة للوفاة جرّاء الإصابة بالفيروس بمقدار 1.89 مرة، وذلك مقارنة بالمرضى غير المدخنين. ودعمت ظروف جائحة كورونا المستجد الشعار الذي رفعه اليوم العالمي للامتناع عن التدخين للعام 2021، وهو "الالتزام بالإقلاع"، الذي أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية، إذ دفعت الجائحة الملايين من مستهلكي التبغ في جميع أنحاء العالم إلى التفكير في الإقلاع عن التدخين. ويُعدّ 50 بالمئة من الشباب و10 بالمئة من الشابات في جميع أنحاء العالم من المدخنين، وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية. ويُعد استهلاك التبغ أكبر سبب خارجي للإصابة بالأمراض غير المعدية، ومن المتوقع أن يؤدي إلى وفاة 10 ملايين شخص سنويًا في العقود القادمة، ومليار شخص في القرن الحادي والعشرين. وأكّد الدكتور زين، أن أهم خطوة تُتخذ في سبيل مساعدة المرضى الذين يريدون الإقلاع عن التدخين هي الاستعداد النفسي، واصفًا التدخين بأنه "إدمان"، وداعيًا المرضى إلى "التسجيل في برامج الإقلاع عن التدخين لمعالجة القضايا الاجتماعية والنفسية الكامنة وراءه، وللمساعدة في حل مشكلة إدمانهم". واستشهد الدكتور زين بالدراسات التي تُظهر أن رئة المدخن الشرِه يمكن أن تفقد ما بين 50 و60 مليلتر من قدرتها الاستيعابية من الهواء كل عام، أي أعلى بنحو ثلاث مرات مما يفقده غير المدخن، والبالغ 20 مليلترًا سنويًا. وأضاف: "الخبر السارّ يكمن في أن المدخن إذا توقف عن التدخين، فإن المعدل السنوي لفقدان قدرة الرئة لديه سيكون مماثلاً لغير المدخنين". ومع أن بعض مدخني السجائر قد يأخذون في الاعتبار الاستعاضة عن السجائر ببدائل مثل الشيشة أو السجائر الإلكترونية، أكد الدكتور زين أن "تدخين الشيشة ليس بديلًا صحيًا عن تدخين السجائر، بل قد يكون أشدّ ضررًا بسبب انعدام فلترة الدخان، وشدة التدخين السلبي في مقاهي الشيشة، كما أن التدخين الإلكتروني بدوره ليس أفضل، لأنه يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض الرئة والوفاة المبكرة لدى العديد من المراهقين".