أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة الخليج العربي أن نسبة تدخين السجائر بين المرضى الذكور المصابين بأمراض نفسية شديدة بلغت (46.8 بالمائة) وكانت أعلى من تلك لدى الإناث بنسبة (4.4 بالمائة)، أي (51.2 بالمائة) بما يعادل حوالي ضعفي أقرانهم في المجتمع، فيما بلغ متوسط عمر بداية تدخين السجائر لدى المرضى 16 عاماً مقارنة ب 19عاماً بين أقرانهم من الإناث والذكور معاً. وأجرى فريق من الباحثين الدراسة بعنوان (تدخين السجائر والشيشة بين المرضى المصابين بأمراض نفسية شديدة في مملكة البحرين) بيّنت أن نسبة انتشار التدخين بين المرضى المصابين بأمراض نفسية شديدة تزيد بنسبة عشرة بالمائة عن نظرائهم في المجتمع، لتبلغ النسبة الإجمالية للمدخنين من فئة المرضى بأمراض نفسية شديدة 30 بالمائة. ووصفت الدكتورة رندة حمادة نائبة عميد كلية الطب والعلوم الطبية لشئون البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة الخليج العربي تدخين التبغ بشتى أنواعه في أوساط الشباب والكبار بالوباء العالمي، وركزت على مدى انتشار تدخين الشيشة مؤخراً كبديل للسجائر ظنا بأنها غير مضرة بالصحة، كما دعت إلى توجيه وسائل الإعلام الحديثة لنشر الوعي بعمق المخاطر الصحية والاجتماعية والاقتصادية لكبح انتشار هذا الوباء، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عبر إضعاف جاذبية الصورة النمطية حول التدخين المتكررة عبر السنين. وقالت بمناسبة احتفاء دول العالم باليوم العالمي للامتناع عن التدخين تحت شعار (أوقفوا الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ) إن منظمة الصحة العالمية تستمر في توجيه النداءات العاجلة للأطراف المعنية كصناع القرار والأكاديميين والباحثين الذين يقع على عاتقهم مهمة إجراء المزيد من البحوث حول أضرار التدخين خصوصا الشيشة والمدواخ، ودراسات حول العبء الصحي والاقتصادي لهذه الآفة، والفوائد التي ستعود على الصحة وأموال الدولة حال الحد من انتشار ظاهرة التدخين، وكذلك تشجيع المدخنين على الإقلاع عنه وحث الشباب على عدم البدء في التدخين. ورداً على سؤال قالت حمادة: إن "استهلاك التبغ بأشكاله المختلفة يمثل خطراً رئيسياً للإصابة بأنواع عديدة من الأمراض غير المعدية والأمراض التنفسية المزمنة، إذ تعتبر آفة التدخين أحد أبرز أسباب الوفيات في العالم فتؤدي إلى وفاة شخص كل ست ثوان، أي إن حوالي ستة ملايين شخص يموتون سنويا حول العالم بسبب هذه الآفة وفق منظمة الصحة العالمية". وأضافت: إن فريقا من الباحثين من جامعة الخليج العربي وأكاديميين من جامعات محلية وإقليمية وعالمية بصدد إجراء بحوث إضافية عن التدخين، منها دراسة عالمية حول التدخين بين طلبة الجامعات لاختبار تأثير السياسات الصحية والوقائية، ودراسة أخرى حول مدى فعالية التدخل التربوي لطلبة التخصصات الصحية في البحرين، ودراسات ثالثة حول مدى فعالية عيادات الإقلاع عن التدخين في زيادة معدل الإقلاع عن التدخين وتحسين وظائف الرئة بين الذكور البالغين في البحرين.