لا يسلم غالبًا من يذهب إلى الحرمين قبل كورونا من الإصابة بأعراض الزكام والانفلونزا المختلفة من كحة وصداع وارتفاع درجة الحرارة، تلك الأعراض كانت كفيلة بأن تلزمه الفراش في بعض الأحيان لعدة أيام عقب رجوعه من العمرة أو الزيارة حتى أصبحت دارجة في عرف البعض بمصطلح «زكمة العمرة» وقد يصاب بالعدوى من يخالطهم. كان ذلك الزكام ينتقل إليه خلال الازدحام في الطواف والسعي وسط جموع المعتمرين والزائرين والاختلاط بين المصلين في الحرم النبوي الشريف، ولكن مع استئناف الحج والعمرة بعد التوقف الذي فرضته جائحة كورونا ومع الجهود المكثفة التي تبذلها رئاسة الحرمين والجهات الأمنية والخدمية لتطبيق التعليمات الاحترازية لمنع انتشار الجائحة في أوساط المعتمرين وزوار الحرمين أصبحت مناسك الحج والعمرة والزيارة ميسرة ومريحة وسط خدمات منظمة ودخول وتفويج ممنهج باستخدام تطبيقات الأجهزة الذكية وتدابير صحية تضمن سلامة الجميع بمستوى يفوق ما كانت تبذله تلك الجهات في وقت سابق، إن هذه الجهود تستحق أن يشاد بها من خلال المنصات الإعلامية المختلفة والتي حقيقة تدعو للفخر، كيف لا وهي تجسد قيام المملكة العربية السعودية بمسؤوليتها تجاه الحرمين الشريفين وضيوفهما من المسلمين في كافة أرجاء المعمورة وعلى أكمل وجه حتى في أصعب الظروف التي تمر على العالم بأسره فشكراً لوطننا المعطاء الذي أخذ على عاتقه -منذ تأسيسه- هذه المسؤولية خدمةً للإسلام والمسلمين وشكراً للقيادة الكريمة. اليوم مع تطبيق التباعد خلال الطواف والسعي وأثناء الصلوات والحجز الإلكتروني والدخول المنظم والمتابعة الدقيقة والتوجيه اللحظي في الأماكن المقدسة من قبل فرق العمل تنقضي مناسك العمرة بلا مشقة ولا زحام ويعود المعتمر إلى مقر إقامته وهو يتمتع بالصحة والسلامة وقد قضى -ربما لأول مره- عمرة بلا كحة.