مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    الأمن.. ظلال وارفة    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون العمرة    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    «إسرائيل» ترتكب «إبادة جماعية» في غزة    التحليق في أجواء مناطق الصراعات.. مخاوف لا تنتهي    من «خط البلدة» إلى «المترو»    أهلا بالعالم    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    كرة القدم قبل القبيلة؟!    قائمة أغلى عشرة لاعبين في «خليجي زين 25» تخلو من لاعبي «الأخضر»    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    ضبط شخص افتعل الفوضى بإحدى الفعاليات وصدم بوابة الدخول بمركبته    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    النائب العام يستقبل نظيره التركي    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    استثمار و(استحمار) !    وسومها في خشومها    وانقلب السحر على الساحر!    منتخبنا كان عظيماً !    الضحكة الساخرة.. أحشفاً وسوء كيلة !    الأخضر يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة العراق في خليجي 26    نيابة عن "الفيصل".. "بن جلوي" يلتقي برؤساء الاتحادات الرياضية المنتخبين    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    إحباط تهريب (140) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    آل الشيخ: المملكة تؤكد الريادة بتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن حكومة وشعبا    موارد وتنمية جازان تحتفي بالموظفين والموظفات المتميزين لعام 2024م    "التطوع البلدي بالطائف" تحقق 403 مبادرة وعائدًا اقتصاديًا بلغ أكثر من 3مليون ريال    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    مسابقة المهارات    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرخام أرَاح الأقدام من الهجير.. فهل تغطى الرؤوس من اللهيب؟

أكد العلماء وأساتذة الشريعة والمختصون أن وجود غطاء ثابت أو متحرك لسماء الحرم المكي سيكون من الأعمال المحمودة؛ لوقاية الحجاج والمعتمرين من شر الحر، ويعد تنفيذه مقصدًا شرعيًا لا شيء فيه، خاصة أن السنوات العشر المقبلة ستشهد وجود معظم مواسم العمرة والحج في فصل الصيف، مما يستدعي توفير أكبر قدر من التيسير على الحجاج والمعتمرين.
وأضاف العلماء أن وجود سقف يغطي فناء الحرم المكي أثناء الطواف سيكون من شأنه توفير الراحة للحجيج والمعتمرين، ويقيهم من حرارة الجو خاصة في الصيف مما يشجع المسلمين خاصة من كبار السن في الذهاب إلى المسجد الحرام، والاستمتاع بالطواف في أي وقت.
يؤكدون أن من اختلف مع جواز وجود هذا الغطاء، بل مشروعيته لأنه من المصالح الشرعية المرسلة، فإن كلامه خال تمامًا من الدليل الشرعي، أو من الرؤية الدينية الصحيحة، ويأتي ككلام مرسل يعبِّر عن رؤية خاصة لا تستند إلى دليل شرعي، منطلقها أن يبقى الوضع على ما هو عليه كما كان أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن أيَّ تغيير يعد بدعة، وليس له علاقة بما استقر عليه الأمر، وأمرنا به وهذا كلام غير مقبول ويخالف رأي جمهور علماء الأمة الإسلامية ولا يلتقي مع مصلحة الأمة، وأشاروا إلى أنه لا يوجد معوق ديني يمنع إنشاء هذه الخيمة، أو الغطاء لفناء البيت الحرام، ولا يوجد أي دليل شرعي من الكتاب والسُّنَّة يعضد رأي من يخالفها على الإطلاق، والغاية في كل هذا هو إرضاء الله عز وجل، موضحين أن زوار بيت الله الحرام لا يقلون أهمية عن جماهير الملاعب الرياضية في العالم والتي تسعى لتوفير الراحة للجماهير بإنشاء الصالات المغطاة التي تساعد على زيادة أعداد الجماهير، فمن باب أولى أن يكون ذلك الأمر بالنسبة للحجاج والمعتمرين وزوار بيت الله الحرام.. «الرسالة» استطلعت آراء العلماء والباحثين وجمعت وجهات نظرهم في المسألة في طيات التحقيق التالي:
في البدء رأى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ العلامة يعقوب الباحسين، أنّ هذا العمل ليس فيه أي محظور شرعي، وهو يدخل من ضمن الأعمال التطويرية للمسجد الحرام، إذ أنّ تلطيف الجو وتخفيفه عن الحجاج والمعتمرين أفضل بكثير من حرارة الجو المرتفعة، واصفًا هذه الخطوة بالعمل العظيم جدًا، إضافة إلى أهمية تمديد التكييف داخل المسجد الحرام؛ لأنّه من الأعمال الجليلة التي فيها تخفيف عن الحاج والمعتمر.
محل اجتهاد
وأكد الداعية الإسلامي الدكتور محمد موسى الشريف الحديث أنّ هذا المقترح ليس فيه حكم شرعي مختص بالتحليل والتحريم، فلو أننا نظرنا إليه من الناحية الشرعية فلا بأس فيه ولا إشكالية من وراء تنفيذه، موضحًا عدم ورود نصوص شرعية تفيد تحريم مثل هذا الأمر أو النهي عنه، فالقضية تظل محل اجتهاد، ومرجعها إلى الجهات التنفيذية والقائمة بأعمال المسجد الحرام.
جديرة بالاهتمام
من جانبه أوضح الباحث في الشؤون الشرعية الدكتور عبدالرحمن قاسم، أن مثل هذا الأمر فيه تطوير لبيت الله الحرام وخدمة للحجاج والمعتمرين الطائفين عند الكعبة، فهي خطوة جديرة بالاهتمام والدراسة من قبل الجهات المعنية، فإذا ما وجد بأنّ مصالحها أكثر من مساوئها فإنّه لابد على المعنيين أن يأخذوا بها، وإذا وجد العكس فإنّه يتم العدول عن تنفيذ الفكرة، مستشهدًا بتوسعة الجمرات التي حدثت في منى والتي أدت إلى تخفيف الزحام بشكل كبير جدًا، الأمر الذي يعدّ خدمة لضيوف بيت الله الحرام، وكذلك فإنّ قضية تغطية الكعبة أو سقفها من الأعلى من خلال وضع مظلات بلاستيكية واقية أو بالخرسانة المسلحة سيؤدي إلى تخفيف حدة الحر الشديد على المعتمرين والحجاج وسيقومون بتأدية عباداتهم ومناسكهم بسهولة ويسر.
ويهيب قاسم بأهمية تنفيذ مشروع التكييف المركزي داخل المسجد الحرام وساحاته فهذا فيه سهولة ويسر لزوار بيت الله الحرام على أداء مناسكهم، منوهًا إلى أنّ مثل هذه القضايا لابد أن تخضع للنقاش بين العلماء والفقهاء، فإذا ما رأوا أنّ المصلحة تغلب على المفسدة فعليهم الأخذ والبت فيها والعمل على تنفيذها.
الهيئات الشرعية
يعتقد الباحث والمختص بالشؤون الشرعية الشيخ خضر بن سند، عدم وجود أية إشكالية من وراء هذه الخطوة، لأنّ الصلاة تكون في داخل محيط الكعبة، والذين يصلون في أعلى الكعبة وعلى سطح المسجد الحرام صلاتهم مقبولة وصحيحة ولا يترتب عليها أي محظور، مشيرًا إلى أنّ الصلاة تكون لله سبحانه وتعالى وليس من أجل الحجارة، فقدسية المكان باقية ولن يؤثر وجود سقف علوي للكعبة على طبيعة وقدسية المكان .
تقدير الحاجة
وأكد الأكاديمي والباحث الشرعي الدكتور عبدالعزيز البجادي عدم ورود ما يأمر بترك فناء الكعبة مكشوفًا، أو مغطى، فالأمر فيه عائد إلى تقدير الحاجة، مشيرًا إلى أنّه لا يمكن الجزم بأنّه أمر دنيوي، إذ إنّ تسهيل العبادة أمر ديني في الأصل، ومراعاة المصلين والطائفين أمر ديني.
وحول إصدار العلماء والفقهاء والمجمعات الفقهية فتاوى وآراء فقهية جماعية بهذا الخصوص رأى البجادي أنّ هذه المسألة ليست خاضعة لرأي فقهي، وإنّما تعود إلى تقدير المصالح والمفاسد من قبل القائمين على شؤون المسجد الحرام، فمثل هذه المسألة تعود على الناس بالنفع العظيم، لكن ربما تتضمن من الأمور المهلكة ما لا يدركه إلا المباشر.
القضية اجتهادية
ومن جانبه أشار الأمين العام للندوة الدولية للحديث الشريف الدكتور حمزة عبدالله المليباري إلى عدم وجود نص صريح يمنع مثل ذلك الأمر، فهذه القضية اجتهادية بالدرجة الأولى وتخضع لتقدير المصلحة والمفسدة العامة، منوهًا إلى أنّ المظلات تكون في تغطيتها جزئية وليست كاملة بحيث يتم ترك منفذ لدخول الهواء.
ثابتة أو متحركة
وقال أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر د. محمد الدسوقي إن توفير وسائل الراحة للحجاج والمعتمرين مقصد شرعي يجب العمل عليه باستمرار، وإن وجود سقف يغطي فناء الحرام المكي أثناء الطواف سواء بشكل ثابت أو من خلال خيمة متحركة يتم فتحها بالنهار وغلقها بالليل سيكون من شأنه توفير الراحة للحجيج والمعتمرين ويقيهم من حرارة الجو خاصة في الصيف، مما يشجع المسلمين خاصة من كبار السن في الذهاب إلى المسجد الحرام والاستمتاع بالطواف في أي وقت دون الخوف من حرارة الجو خاصة في فصل الصيف وهو أمر شرعي ولا شيء فيه مطلقًا، وسيؤدي وجود هذه الخيمة أو الغطاء إلى تكثيف حركة المصلين وآمّين بيت الله الحرام وإعطاء مزيد من الراحة والطمأنينة للمصلين مع الأخذ في الاعتبار روحانية وقدسية المكان.
وأضاف أن مثل هذه المقترحات التي تساعد على راحة الحجاج والمعتمرين لن تدخر المملكة وسعا في تنفيذها، فالجميع يعرف الدور المهم الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جمع شمل الأمتين العربية والإسلامية، وتوحيد صفهم، وخدمة المسلمين في جميع أنحاء المعمورة، وخدمة المشاعر الإسلامية المقدسة في مقدمتها الحرمان الشريفان، المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمشاعر المقدسة، فما تقدمه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وما تقدمه حكومته لخدمة الحرمين الشريفين، والتيسير على الحجيج والمعتمرين والزائرين، لا يسع المنصف إنكاره أو التقليل منه، ولقد كانت توسعة المسعى في المرحلة السابقة، وكذلك جسر الجمرات، سببًا رئيسًا في التيسير على الزائرين وكلهم يشهد لهذه الدولة بالفضل بعد الله، ويدعو لأهلها بمزيد من التوفيق، وسيكون هذا الاقتراح الجديد في حال تنفيذه جهد جديد يضاف إلى جهود المملكة في العمل على راحة زوار بيت الله الحرام
مصلحة مرسلة
وأوضح العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر د. محمد زناتي أن الرأي الشرعي في تغطية فناء الحرم المكي سواء بخيمة من القماش أو بأي وسيلة تراها حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يظهر من خلال رأي جمهور العلماء الذين يرون أن المصلحة المرسلة مصدر من مصادر التشريع، والمصلحة هنا تظهر مع هذه التغطية لمكان الطواف لأهميتها وضرورتها، ولأنه لا يوجد معوق ديني يمنع إنشاء هذه الخيمة أو الغطاء لفناء البيت الحرام ولا يوجد أي دليل شرعي من الكتاب والسُّنَّة يعضد رأي من يخالفها على الإطلاق، والغاية في كل هذا هو إرضاء الله عز وجل، وإذا كانت ملاعب الألعاب الرياضية في العالم تسعى لتوفير الراحة للجماهير بإنشاء الصالات المغطاة التي تساعد على زيادة أعداد الجماهير فمن باب أولى أن يكون ذلك الأمر بالنسبة للحجاج والمعتمرين وزوار بيت الله الحرام، خاصة أن الجو اليوم أصبح أشد حرًا في فصل الصيف مما قد يعرض زوار بيت الله الحرام للمشقة والأمراض ومن ثم فإن تغطية فناء الحرم المكي سيساعد في تقليل هذه المشقة، خاصة أن الحج الأكبر خلال السنوات القادمة سيكون خلال فصل الصيف مما يستدعي توفير جميع وسائل الراحة للحجيج، وأيضًا موسم العمرة في شهر رمضان المبارك والتي تشهد إقبالًا كبيرًا من المسلمين وتكون الأعداد مساوية لأعداد موسم الحج وشهر رمضان الكريم سيأتي خلال السنوات العشر القادمة أو يزيد في فصل الصيف، مما يستدعي وجود هذه الخيمة أو الغطاء لتوفير أكبر قدر من الراحة للمعتمرين والحفاظ عليهم من شر الحر، وسيساعد ذلك على تخفيف الآلام والمشقة التي يعاني منها المقبلون على بيت الله عزَّ وجل.
جهود جبارة
وأضاف أن من اختلف مع جواز وجود هذا الغطاء بل مشروعيته؛ لأنه من المصالح الشرعية المرسلة، فإن كلامه خال تمامًا من الدليل الشرعي، أو من الرؤية الدينية الصحيحة، ويأتي ككلام مرسل يعبِّر عن رؤية خاصة لا تستند إلى دليل شرعي، منطلقها أن يبقى الوضع على ما هو عليه كما كان أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن أيَّ تغيير يعد بدعة، وليس له علاقة بما استقر عليه الأمر وأمرنا به وهذا كلام غير مقبول ويخالف رأي جمهور علماء الأمة الإسلامية ولا يلتقي مع مصلحة الأمة.
مشاريع جبارة
ومن جانبه قال عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر د. بكر زكي عوض أن مسلمي العالم اعتادوا على قيام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على عدم ادخار أي جهد من الممكن بذله في توفير الراحة للحجاج والمعتمرين وزوار البيت الحرام فالمملكة تسخر طاقاتها كافة لخدمة ورعاية الحجاج والمعتمرين الذين يفدون إلى المملكة طول العام، وتغطية فناء المسجد الحرام يمثل إحدى وسائل الراحة للحجاج والمعتمرين ولا يوجد مانع شرعي يقف أمام تطبيقه، ونقول لمن يقول أن مشاعر الحج مشقة في حد ذاتها وأن العبد يؤجر على قدر المشقة نقول لهم أيضًا أن الدين يسر ولا يجب أن نحرم الآباء والأمهات من كبار السن من الاستمتاع بالطواف والجلوس فناء المسجد الحرام فكثير منهم يمتنعون عن ذلك الأمر خاصة في وسط اليوم خشية الحر وتغطية سماء الحرم المكي سيدفعهم إلى التواجد والصلاة في راحة كاملة دون الخوف من الحر ونعم مشقة الحج نوع من أنواع الاجتهاد في الطاعة وحصد الثواب الأكبر ولكن أيضًا الحفاظ على الصحة واتقاء الحر أيضًا نوع من أنواع الاجتهاد يساعد على الإكثار من الطاعات والحفاظ على التواجد في المسجد الحرام معظم فترات اليوم.
حجم التوسعات
وأضاف عوض يجب العلم أن الوظائف الشريفة التي عهد الله في أول أمرها إلى عبده ونبيه إبراهيم وإسماعيل -عليهما الصلاة والسلام- بمثابة إمام للناس، قد شرفه الله لحكومة خادم الحرمين الشريفين بكل ما لديها من صلاحية وقوة وأمانة ومسؤولية، تبين ذلك من خلال أجهزتها الضخمة، ورجالها الأوفياء، ومشاريعها الجبارة التي لم يسبقها تاريخ خدمة هذين الحرمين الشريفين، وهذا أمر مشهود لدى الجميع خصوصًا ضيوف الرحمن القادمين من كل فج عميق، فتستقيم أحوالهم أمنًا وسلامة ويسرًا، ويتفرغون لأداء مناسكهم في جو روحاني وأن رعاية المملكة وخادم الحرمين لم تكن مجرد رعاية بحكم ولايتها الشرعية عليها فقط، ولكنها رعاية من منطلق حب وعشق لهذا المكان، ويظهر ذلك واضحًا وجليًا في حجم هذه التوسعات من جانب، وكثرتها، وإن تغطية فناء الحرم المكي في حال تنفيذه سيكون من الأعمال التي ستندرج في إطار حرص وسعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لخدمة الإسلام والمسلمين وتلمس احتياجاتهم يؤكد ذلك دأبه الذي لا ينتهي لخدمة كل ما هو إسلامي من جانب آخر.
أكد أن أي وسيلة متاحة وممكنة للتقليل من مثل هذه الأمور هو فريضة وواجب
حكمي: الحجاج والمعتمرون يعانون من الحر الشديد والدولة تدرس حل المشكلة
أكد عضو هيئة كبار العلماء والمجلس الأعلى للقضاء الدكتور علي بن عباس حكمي، أنّ هناك أقاويل تشير إلى مساعي القائمين على المسجد الحرام بسقف الكعبة من الأعلى، مشيرًا إلى أنّ أي عمل يساعد الحجاج والمعتمرين على أداء فرائضهم وعباداتهم هو أمر مطلوب بقدر المستطاع وفي حدود الشرع، والدولة تبذل جهودًا كبيرة للتسهيل على زوار بيت الله الحرام في أداء مناسكهم، موضحًا بأنّ ما يعانيه ويلاقيه الناس أثناء زيارتهم للحرم المكي ينحصر في أمرين مهمين وهو الحر الشديد والزحام، والدولة تدرس منذ زمن بعيد حل هذه الإشكاليات، فكل وسيلة متاحة وممكنة للتقليل من مثل هذه الأمور هو فريضة وواجب تنفيذها على القائمين على شؤون المسجد الحرام.
وأضاف حكمي أن مسألة تغطية الكعبة ومدى نجاح مثل هذه الخطوة أمر لا نستطيع التحديث فيه، والأمر الواقع بأنّه لا يمكن سقف الكعبة بشكل كامل وبشكل تام، ويبقى هناك إجراءات ووسائل لأجل تخفيف الحر الشديد على المعتمرين والحجاج بشرط ألا يطال هذا الأمر ثوابت الشريعة الإسلامية.
اعتبر أن مردّ هذه الخطوة إلى المصلحة العامة
مخدوم: التظليل لا يحتاج إلى فتوى فقهية فهو من الأمور الدنيوية المحضة
اعتبر عميد المعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة الدكتور مصطفى مخدوم، مردّ هذه الخطوة إلى المصلحة العامة، فإن وجدت مصلحة في ذلك فهو أمر مقبول، والمقصود من وراء هذه الخطوة هو تظليل السقف للوقاية من الحرارة، لكن في المقابل لابدّ من مراعاة مسألة التكييف في صحن الطواف بعد تظلليه حتى لا يؤدي إلى كتم الهواء عن المعتمرين، منوهًا إلى أنّ هذه القضية تعدّ من الأمور الدنيوية العامة، فهي تدخل في إطار خدمة المعتمرين والحجاج لتسهيل أداء العبادات في الحرم المكي.
وأكد مخدوم أنّ تظليل سقف الكعبة من أعلى لا يحتاج إلى رؤية أو فتوى فقهية فهو من الأمور الدنيوية المحضة ومن المصالح العامة التي ليس فيها محل إشكال، والمخول فيها هم القائمون على شؤون المسجد الحرام الذين بدورهم يدرسون جدوى وإيجابيات وسلبيات مثل هذه الخطوة ومن ثمّ يبتون فيها بناء على النتائج التي يخلصون إليها.
اعتبر أن القيام بهذا العمل يعد عملًا إسلاميًا صحيحًا
الدفتار: نؤكد ضرورة هذا الأمر كمطلب شرعي ومطلب إنساني
رأى أستاذ علوم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية د. إسماعيل الدفتار أن تغطية فناء الحرم المكي تيسيرًا على الحجاج والمعتمرين ووقايتهم من شدة الحر يعد عملا إسلاميا كبيرا يهدف للتيسير على المسلمين ورفع المشقة والحرج عنهم، وهي بلا شك تعمل على توفير الراحة للحجاج والمعتمرين لأن المسلمين بحمد الله في تزايد ويتدفقون على بيت الله الحرام على مدار السنة للاعتمار، بالإضافة إلى موسم الحج، ولذلك فإن ولي أمر المسلمين من منطلق مسؤولياته أن يخفف على الناس وأن يتمشى مع حاجة المسلمين ولاشك أن هذه التغطية من المصالح الشرعية المطلوبة، ونحن هنا نؤكد ضرورة هذا الأمر كمطلب شرعي ومطلب إنساني أيضًا يحتاجه الحجيج في الأعوام القادمة، حيث يزداد عدد الحجاج في كل عام، ومن ثم فإن التزاحم في ظل وجود حرارة الشمس الحارقة في فصل الصيف ستؤثر على الحجاج والمعتمرين وقد تؤدي إلى انتشار أمراض الصيف خاصة بين زوار بيت الله الحرام وتغطية سماء المسجد الحرام سيكون إحدى وسائل الحماية والوقاية المطلوبة.
عمل جليل
وأضاف أن القيام بهذا العمل يعد عملًا إسلاميًا صحيحًا موافقًا لشرع الله هدفه مرضاة الله. وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله مؤتمن على الأمة مؤتمن على هذه البقاع المقدسة ويقوم بتأدية واجبه الشرعي، ويبرز ذلك في كل ما يقوم به في خدمة الإسلام والمسلمين ولا توجد دولة في العالم تستطيع أن تقوم بما تقوم به المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين في كل مجال وخاصة في توفير كل وسائل الراحة للحجاج والمعتمرين وستكون هذه الخطوة في حال تنفيذها استكمالًا لهذا المجهود الجبار الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين، ونحن نرحب بكل خطوة تتخذ للتيسير على حجاج وزوار بيت الله الحرام، فإننا نحمد الله تبارك وتعالى أن الأمة الإسلامية لا زالت هي أول الأمم سعيًا إلى مرضاة الله تعالى، وإلى التقرب إليه، بالعبادات والشعائر، لا توجد أمة من الأمم تجتمع بالملايين مثلما تجتمع أمة الإسلام في حج بيت الله الحرام بالنسبة لأمة الإسلام ومثل صلاة التراويح والقيام وخصوصًا في العشر الأواخر من رمضان وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان هذه من خصائص الأمة الإسلامية، فهذه اجتماعات كبيرة حاشدة تظهر قوة وتعاضد أمة الإسلام، وعلينا نحن العلماء أن نعمل جهدنا وفكرنا واجتهادنا لفسح وتأييد هذا التطور الكبير في حياة الأمة الإسلامية وأن نعين الحكام الذين تتجه نياتهم الخيرة لخدمة الأمة في هذا الجانب لا أن نضيق هذا الدرب ونضع العراقيل أمامه ولذلك نحن نرحب ونؤيد وندعم سعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كل الخطوات والقرارات التي من شأنها توفير الراحة لزوار بيت الله الحرام، حيث إن الحجاج والمعتمرين أصبحوا من الكثرة والوفرة بحمد الله بحيث يحتاجون إلى هذه التغطية وفي هذا المقترح فائدة كبيرة للحجاج والمعتمرين، وأيضًا في كل ما يتخذ من خطوات للتيسير على الحجاج والمعتمرين، فالشرع لا يضيق ذرعًا بأمر فيه مصلحة الأمة والتيسير هو شعار هذا الدين يقول تعالى «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر» وقال تعالى «ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج» والنبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أمور كثيرة تتعلق بالحج فكان جوابه «افعل ولا حرج»، مما يؤكد جواز كل خطوة تهدف إلى التيسير على عباد الله والتي تيسر عليهم طاعة الله وأدائها بسهولة ويسر، وهذا ما عرفناه وعهدناه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن تلمس لمصالح وحاجات الأمة والسعي لتحقيقها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.