"في 25 أبريل من عام 2016م، بدأت رحلة المستقبل نحو الأفضل" في رؤية هدفها هناك حيث 2030، وأدواتها مكونات وطن طموح، وقيادة همها (القمة)، تدرك أن التحدي في ظل متغيرات العالم ليس بالأمر السهل، ولكنها تثق بالكسب، فتعد له العدة وفق ما يزخر به هذا الوطن من معطيات المنافسة، من عمق تاريخي، ونظرة مستقبلية تضع في حسبانها أن البقاء في هذا العالم للأقوى. تلك القوة التي تدفع نحو العمل الجاد والدؤوب، في خلق بيئة عمل ناجحة، وفق رؤية لها بُعد زمني آني، ومرحلي، ونهائي، يمكن من خلال ذلك قياس ما تم من تقدم نحو تلك الأهداف، التي تمثل غايات عظمى، نواتجها وطن مزدهر، ومواطن مطمئن، وتنمية شاملة، يكون فيها الوصول للجميع كما هي المكتسبات. وعليه فإن من يقرأ بحضور المتأمل المنصف كتيب: إنجازات رؤية المملكة 2030 (176 صفحة)، الذي أوصي بتحميله، والاطلاع عليه، سوف يُدهش بما تحقق خلال خمس سنوات من انطلاق هذه الرؤية المباركة، في وقت أثق أن مثل تلك الأرقام، و(النقلة) إن لُمست للمتابع العادي في جوانب، فإنها قد تخفى عليه في جوانب أخرى، مع أنها تمضي سوياً وفق خطة من العمل، والإنجاز، وعليه فإنني أدعو الجميع مرة أخرى إلى الاطلاع على ذلك الكتيب؛ لأهميته في معرفة أين يقف الوطن اليوم. ولعل من أهم ما يمكن أن يُشار إليه في جانب ما تحقق من إنجاز، هو ما يلمسه الجميع من تحول رقمي في المعاملات الحكومية، التي أصبحت مضرب مثل، ومبعث ارتياح، كل ذلك يتم بسهولة، ويسر، وهذا يعني أن ما كان يُهدر من وقت في إنجاز ذلك، سوف يستثمر في بناء جوانب أخرى، يدركها كل من عايش هذا التحول الرقمي قبل وبعد، وهو إنجاز لم يكن ليتحقق لولا وجود رؤية طموحة لم تنطلق من فراغ. يضاف إلى ذلك، وهنا أقف بكل فخر، واعتزاز ما نعيشه في هذا الوطن العظيم من (استثناء) لم نشعر معه رغم جائحة كورونا، التي ضربت العالم من أقصاه إلى أقصاه بما يمثل لنا معضلة أو نقطة (نظام) نلتفت فيها يمنة، ويسرة نبحث عن مخرج، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن عامنا الدراسي مضى (عن بعد) بكل نجاح وتميز، والحصول على لقاح كورونا كان وطننا من أول محطاته وصولاً، وتنظيم الحصول عليه مبعث فخر، ونحن نشاهد طوابيره على امتداد الشوارع في دول أخرى، ويومنا في وطننا يمضي بحمد الله خالياً مما يعكر صفوه، كما هي مشاهداتنا للعالم من حولنا. كل ذلك يحدث، والطموح (عنان السماء)، والرؤية تمضي كما خطط لها، بل ما تحقق من مؤشرات نجاح كان آذناً ببشارة ميلاد رؤية 2040 كما هو لقاء ولي العهد -حفظه الله- ذلك اللقاء الذي مهد لمزيد من التفاؤل بقادم أجمل، رغم كل ما يعيشه العالم من أزمات، ومتغيرات اقتصادية، وسياسية، أثبت وطننا في ظل قيادتنا الحكيمة أنه بفضل الله يملك من القوة ما يدفع به نحو المزيد من التنمية، المزيد من نجاح الرؤية، المزيد من وطن نعيشه بفخر "والله ما مثلك بهالدنيا بلد"، ودام عزك يا وطن.. وعلمي وسلامتكم.