البدايات دائمًا ما تكون صعبة في أي مجال في الحياة فعندما بدأنا المشي سقطنا كثيرًا وعندما بدأنا الكلام تلعثمنا وضحك من حولنا حبًا ورحمة بنا. وفي العام الأول الذي أجبرنا فيه أن يكون التعليم عن بعد ومن خلال استخدام الأجهزة الالكترونية غضب الوالدان وتذمروا ووضعوا حججًا واهية منها أن الطالب لن يستوعب ولن يستفيد من المعلم إن كان التعليم بعيدًا عنهم. فعجبًا لهؤلاء.. فعندما كان يذهب الطالب يوميًا كان الوالدان يبحثان عن المعلم الخصوصي بحجة أن المعلم لا يفهم منه صغيرهم والآن أصبح الحضور شيئًا ضروريًا وأن التعليم الحضوري هو المجدي وبغيره لن يستقيم الأمر. عزيزي الوالد.. راجع قناعاتك أكثر وأبحث عن الأسباب التي تزعجك في كون التعليم أصبح عن بعد.. فهذا الجيل جيل التقنية والتكنولوجيا والأجهزة فمنذ نعومة أظفاره وهو يرى هذه الأجهزة ويجربها ويتلقى منها الكثير من المعارف والمعلومات ولربما استعنت بطفل الخامسة لمعرفة استخدام بعض التطبيقات. فهذا الجيل الذي اخترق المواقع وهكر الحسابات وجادل الكبار في مواقع التواصل بكل لباقة ومعرفة وابتز الشباب وكانت الصدمة أن ذلك الابتزاز من طفلة فهمت الحياة الالكترونية جيدًا وتعاملت معها باحترافية. وبعد كل ذلك نخشى عليهم من التعليم.. فيكفي تذمرًا وشكوى.. فنحن في أمن ونعمة والأجهزة بين يدينا والمعلم يعطي ويشرح والطالب يستقبل ويتعلم وإن عجز عنه شيء سوف يبحث من خلال محرك البحث ويجد المعلومة في متناول يديه. فكونوا عونًا لهم ومشرفين عليهم بحب، فهم الآن بين أيديكم ويتلقون ردود أفعالكم ولربما يستخدمونه ضدكم إذا اخفق الطالب ويضع اللوم على كيفية كان التعلم فلا تصنع لصغيرك أمورًا يلقي عليها اللوم بل كن مساعدًا له ليستفيد من هذه التقنية فالتعليم بات سهلا ولم يطلب من الصين وإنما من منصة مدرستي.