فقدت الساحة الفنية في المملكة يوم أمس أحد رواد الفن الدرامي الفنان الكبير حسن دردير (مشقاص) الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى متأثرًا بإصابته بفيروس "كورونا"، وكان قبلها يعاني منذ سنوات طويلة من المرض. رحل "مشقاص" عن عمر يناهز 84 عاما بعد مسيرة فنية بدأت قبل 70 عاما، وبعد مسيرة فنية طويلة وحافلة بالأعمال الإبداعية التي تعد من بدايات الحركة الفنية بالمملكة، مع كبار ورواد الفن السعودي أمثال طلال مداح ولطفي زيني يرحمهم الله جميعا. بدأ مشواره الفني قبل أكثر من 65 عاما، من خلال المسرح المدرسي، وواصل المشوار ليقدم الكثير من الأعمال والفنية وخاصة أعمال فن "المونولوج" الذي اشتهر به ويعد من أبرز رواده في المملكة، كما شارك بالتمثيل في العديد من التمثيليات والسهرات التلفزيونية والأعمال الكوميدية، وقدّم برنامج مسابقات فوازير رمضان، وكوّن ثنائيًا فنيًا مع زميله الراحل لطفي زيني "تحفة ومشقاص"، يعد من أشهر الثنائيات في تاريخ الفن السعودي. وقد نعاه العديد من زملائه الفنانين والإعلاميين، كما نعاه محبيه في مواقع التواصل الاجتماعي، وقالوا جميعهم إن الفنان الراحل يعد من الرموز الفنية في المملكة، وله عطاءات لا تنسى في تاريخ الفن السعودي، داعين الله له بالرحمة والمغفرة، وقال عضو مجلس الشورى رئيس تحرير جريدة عكاظ السابق الدكتور هاشم عبده هاشم: "رحم الله الأخ حسن.. فلقد زاملته في العمل بإدارة الإحصاء التابعة للإدارة العامة للجمارك وعرفته رفيقا في التعاون مع إذاعة جدة وكان نعم الأخ والصديق.. رحمه الله وأسكنه الجنة وصبر أهله وذويه على فراقه". وقال الفنان محمد بخش: "الأستاذ حسن دردير من الرعيل الأول في الفن السعودي وصاحب مشوار كبير وقدم الكثير من الأعمال الرائعة"، وقال الفنان جميل القحطاني: التقيت بالفنان القدير حسن دردير في مهرجان المدينة الأول وجمعتني به مسرحية الابن العاق من تأليف الفنان القدير محمد حمزة يرحمهما الله بطولة مشقاص ومحمد حمزة وجميل القحطاني ومن إخراجي ووجدت الأستاذ القدير حسن دردير طيب الخلق متواضعا عاشقا للفن الكوميدي الهادف كريم كما هو معروف عنه ففي أيام البروفات يفاجئنا بالغداء والوجبات والولائم رغم أنه الضيف في المهرجان". وقال الفنان عبدالمجيد الرهيدي: "اليوم رحل تاريخ الدراما السعودية "الشعبية" حسن دردير، أعماله خلدته في وجدان السعوديين لنحو نصف قرن من الضحك والبشاشة والروح العذبة، ذاكرة مليئة بالابتسامة، مشقاص رحمك الله يا أستاذنا"، وقال الفنان حسن إسكندراني: "بقلوب مؤمنه بقدر الله انتقل إلى رحمة الله والدنا وحبيبنا الفنان القدير حسن دردير (مشقاص).. نسأل الله أن يجعله من المقبولين في هذا الشهر الكريم وأن يغفر له ويتجاوز عنه ويثبته عند السؤال وأن يجبر مصاب الفنانين في هذا الخبر المؤلم". من «كفر البلاص» إلى «فوزاير رمضان» حسن دردير من مواليد المدينةالمنورة يوم 15 نوفمبر 1938م. بدأ مشواره الفني وهو طالب من خلال المسرح المدرسي عام 1947م. عمل في عدة وظائف حكومية، منها الجمارك بمدينة جدة. شارك في عدد من الأعمال لكن كانت نقطة انطلاقه الحقيقية حين أدى شخصية «مشقاص» في مسلسل «محلات مشقاص للخدمات العامة». من أبرز أعماله الفنية: «تحفة ومشقاص في كفر البلاص» مع زميله الفنان لطفيي زيني، وفيلم «الأصيل»، و»فندق المفاجأت»، و»عمارة العجائب في تونس»، و»أغاني في بحر الأماني»، و»نقطة ضعف»، و»العيادة»، و»تأنيب الضمير». وبرنامج «فوازير رمضان» في التلفزيون السعودي وحقق فيها نجاحا كبيرا، وفي مسرحية «أنا أخوك أمين». حسن دردير كرّمته جمعية الثقافة والفنون بجدة عام 2012 في حفل كبير بحضور نخبة من الفنانين والإعلاميين. توفي يرحمه الله يوم أمس الخميس 17 رمضان 1442ه (الموافق 29 ابريل 2021م) وعمره يناهز 84 عاما.