يعرض الخبراء الدوليون الذين زاروا الصين مؤخرا للتحقيق في منشأ وباء كوفيد-19، بالتفصيل اليوم استنتاجاتهم التي ترجح انتقال الفيروس من مصدره الحيواني إلى الإنسان عبر حيوان وسيط لم يتم تحديده حتى الآن. وصدر التقرير المشترك لخبراء منظمة الصحة الدولية والصين بعد قيام البعثة بمهمة لتقصي مصدر انتقال فيروس كورونا إلى الإنسان، تعتبر بالغة الأهمية لمحاولة التصدي بشكل أفضل لأي وباء محتمل في المستقبل. وبحسب عناصر التقرير، يعتبر الخبراء أن فرضية انتقال الفيروس إلى الإنسان عبر حيوان وسيط "محتملة إلى محتملة جدا"، مقابل "استبعاد تام" لفرضية تسرّب الفيروس من مختبر جراء حادث. ويرجح التقرير الفرضية الشائعة بأن الفيروس انتقل بشكل طبيعي من حيوان يعد المصدر أو الخزان هو على الأرجح الخفافيش، عبر حيوان آخر لم يتم تحديده حتى الآن. ومن بين الحيوانات الوسيطة المشتبه بها الهرّ والأرنب والمنك، أو حتى البانغولين أو النمس. غير أن الخبراء رأوا أن الانتقال المباشر للفيروس من الحيوان الخزان إلى الإنسان "ممكنة إلى مرجحة"، من غير أن يستبعدوا نظرية الانتقال عبر اللحوم المجمّدة، وهي النظرية التي ترجّحها بكين، معتبرين أن هذا السيناريو "ممكن". وكتب قادة حوالى عشرين دولة في مقالة مشتركة تصدر اليوم في عدد من الصحف الدولية "ستكون هناك جوائح أخرى وحالات صحية طارئة أخرى واسعة النطاق. لا يمكن لأي حكومة ولا لأي هيئة متعددة الأطراف أن تواجه وحدها هذا الخطر". وجاء في المقال أنه في وقت "يستغل (كوفيد-19) نقاط ضعفنا وانقساماتنا... فإن مثل هذا الالتزام الجماعي المتجدد سيشكل محطة هامة لتعزيز الاستعدادات للجوائح على أعلى المستويات السياسية". وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس خلال لقاء مخصص للمساواة بين الرجل والمرأة إن "الهزات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 حطمت حياة ملايين النساء والفتيات وقضت على الكثير من مكتسباتنا". وتابع "في العديد من الأماكن، تعرضت حتى فكرة المساواة بين الرجل والمرأة لهجوم. القوانين الرجعية عادت والعنف حيال النساء يزداد". وفي زيمبابوي، أدت القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا إلى تفاقم الجوع في مدن البلاد حيث بات ما لا يقل عن 2,4 مليون شخص يجهدون لتلبية حاجاتهم الغذائية الأساسية، على ما حذرت الأممالمتحدة الاثنين. وفي الولاياتالمتحدة، أعلن الرئيس جو بايدن أمس تسريع حملة التلقيح، محذرا في الوقت نفسه "إننا بعيدون عن الانتصار في الحرب ضد كوفيد-19". وأضاف "ليس الوقت الآن وقت الاحتفالات، لا تستسلموا الآن". ويدرس الاتحاد الأوروبي من جهته إمكانية اعتماد جواز سفر صحي أوروبي يدخل حيز التنفيذ في يونيو، هدفه تسهيل تنقلات الأوروبيين مع بدء موسم الصيف، إذ يشير إلى تلقيهم اللقاح ضد كوفيد-19 أو خضوعهم لاختبار كشف الإصابة أو اكتسابهم مناعة بعد إصابتهم بالفيروس. وفي الطرف الآخر من بحر المانش، استعادت إنكلترا أمس بعض الحريات مثل لعب الغولف ولقاء أصدقاء في منتزه لتناول كوب من الشاي، لكنها تخشى أن تصلها موجة الإصابات التي تجتاح أوروبا حاليا.