أسفرت قرعة الدور ربع النهائي من دوري أبطال لكرة القدم الجمعة عن مواجهتين ناريتين في إعادة لمباراتين نهائيتين من آخر ثلاثة مواسم، وذلك عندما يلتقي بايرن ميونيخ الألماني حامل اللقب مع وصيفه باريس سان جرمان الفرنسي، وريال مدريد الاسباني مع ليفربول الانجليزي في إعادة لنهائي العام 2018. كما يلتقي في الدور ذاته مانشستر سيتي الانجليزي مع بوروسيا دورتموند الالماني وتشلسي الانجليزي مع بورتو البرتغالي. وأقيمت في مدينة نيون السويسرية مقر الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (ويفا) قرعة الدور نصف النهائي حيث يلتقي الفائز من مواجهة العملاق البافاري وسان جرمان مع سيتي او دورتموند، فيما يتواجه في المباراة الاخرى من المربع الذهبي الفائز من مواجهة ليفربول وريال مدريد مع بورتو أو تشلسي. وبعد اعتماد نظام الإقصاء من مباراة واحدة اعتباراً من ربع النهائي الموسم الماضي بسبب تداعيات فيروس كورونا إثر توقف المسابقة وخوض غمار بطولة مصغرة في العاصمة البرتغالية لشبونة، تعود هذا الموسم المسابقة الأعرق أوروبيا إلى النظام القديم على الرغم من الغياب المستمر للجماهير عن مدرجات الملاعب. وكان بايرن ميونيخ حقق اللقب الموسم الماضي بفوزه على فريق العاصمة الفرنسية الذي كان يشرف عليه الالماني توماس توخل في النهائي بهدف نظيف حمل توقيع الفرنسي كينغسلي كومان، لذا تعتبر المباراة ثأرية لسان جرمان الذي سيسعى لإسقاط خصمه بإشراف مدربه الارجنتيني ماوريسيو بوكيتينو. ولا يزال بايرن ميونيخ الفريق الوحيد من دون خسارة في دوري الابطال منذ بداية الموسم الماضي، حيث حقق 18 انتصارًا مقابل تعادل واحد. وفي أول تعليق له على القرعة قال المدير الرياضي لبايرن نجمه البوسني السابق حسن صالح حميدزيتش "باريس فريق جيد للغاية، هم حالياً في المركز الثاني في الدوري، لكنهم سيشكلون تحدياً صعباً بالنسبة لنا". وكان فريق المدرب هانزي فليك تأهل من دون عناء الى ربع النهائي على حساب لاتسيو الإيطالي بمجموع المباراتين 6-2، فيما ثأر سان جرمان من ال "ريمونتادا" الشهيرة لبرشلونة في عام 2017 عندما حول خسارته برباعية نظيفة إلى فوز 6-1، بتأهله هذا الموسم أمام النادي الكاتالوني بالذات بمجمل المباراتين 5-2. صلاح للثأر من راموس كما ستتجدد المواجهة بين ريال مدريد وليفربول بعد نهائي العام 2018 في العاصمة الاوكرانية كييف عندما خرج النادي الملكي فائزًا 3-1 ليحقق لقبه الثالث عشر في البطولة معززًا رقمه القياسي، في مباراة شهدت خروج المصري محمد صلاح مصابًا بكتفه إثر تدخل من المدافع المخضرم سيرخيو راموس. إلا أن ليفربول نفض عنه غبار هذه الهزيمة ليحقق في العام التالي لقبه السادس في البطولة القارية الاسمى على حساب توتنهام بنتيجة 2-صفر على ملعب "واندا ميتروبوليتانو" في مدريد. وكان بطل انكلترا بلغ ربع النهائي بفوزه 4-صفر على لايبزيغ الالماني الذي بلغ نصف نهائي الموسم الماضي في مجموع المباراتين، فيما أقصى ريال مدريد نظيره الايطالي أتالانتا (فاز بمجموع المباراتين 3-صفر). وقاد زيدان نادي العاصمة الاسبانية الى ثلاثة القاب متتالية بين 2016 و2018 في سابقة من نوعها في تاريخ البطولة، لذا يبقى "زعيم" دوري الابطال الخطر المحدق بمنافسيه. سيتي وتشلسي مرشحان للعبور أما مانشستر سيتي الباحث عن لقب قاري أول في تاريخه بقيادة المدرب الاسباني جوزيب غوارديولا فسيواجه الموهبة الناروجية الخارقة ارلينغ هالاند الذي تربطه تقارير بالانتقال الى الفريق الانكليزي الموسم المقبل، عندما يلتقي مع دورتموند المتوج بلقبه الوحيد عام 1997. وبلغ سيتي ربع النهائي على حساب بوروسيا مونشنغلادباخ الالماني بفوزه 2-صفر في كل من المباراتين، فيما تخطى دورتموند عقبة اشبيلية الاسباني (فاز 3-2 وتعادل 2-2). يحتل سيتي صدارة الدوري المحلي ويحلم بتحقيق رباعية تاريخية (دوري - كأس - كأس الرابطة ودوري الابطال)، على الرغم من أن غوارديولا خالف هذا الحلم بقوله "4 ألقاب، لم يحصل ذلك سابقا، ولا أعتقد ان ذلك سيحصل". ورغم أن تشلسي بطل العام 2012 حظي ربما بالمنافس الاسهل وهو لم يخسر في 13 مباراة في جميع المسابقات منذ وصول توخل على رأس الجهاز الفني، إلا أن عليه أن يكون حذراً أمام بورتو الذي أقصى البرتغالي كريستيانو رونالدو وزملاءه في يوفنتوس الايطالي في أكبر مفاجآت الدور ثمن النهائي (فاز 2-1 على ارضه وخسر 3-2 في تورينو). وحجز النادي اللندني بطاقته الى دور ربع النهائي بفوزه على أتلتيكو مدريد الاسباني وصيف 2014 و2016 بفوزين 1-صفر و2-صفر. وسيغيب اي ممثل لايطاليا عن الدور ربع النهائي للمرة الاولى منذ العام 2016، كما سيشهد هذا الدور غياب أحد النجمين رونالدو والارجنتيني ليونيل ميسي للمرة الاولى منذ العام 2005. ويقام الدور ربع النهائي في 6 و7 نيسان/أبريل ذهاباً و13 و14 منه إياباً، على أن تقام مباريات نصف النهائي في 27 و28 نيسان/أبريل ذهابا و4 و5 أيار/مايو إيابا. ويحتضن ملعب "أتاتورك" الأولمبي في اسطنبول المباراة النهائية في 29 أيار/مايو. ومن المتوقع أن تتأثر المباريات بتداعيات قيود السفر المفروضة في العديد من البلدان الاوروبية للحد من تفشي فيروس كورونا كما حصل في الدور ثمن النهائي، حيث خاضت العديد من الاندية مبارياتها البيتية في ملاعب محايدة. بور-ر م/ع ش