عندما تسببت جائحة كورونا في أزمة عالمية غير مسبوقة اتحد العالم أجمع لمواجهتها إيمانًا منه بأنه لا يمكن التغلب على الفايروس إلا بتوحيد الجهود وتكثيفها والاستنفار من أجل البحث عن اللقاح المناسب الذي يجعل الحياة تعود لطبيعتها مرة أخرى وهو ما تسير عليها الآن دول العالم.. وفي ذلك درس لمن لديه عقل بأنه في جميع الظروف يستحيل التغلب على أي طرف أو جهة تكون في خندق واحد وتتميز بوحدة الصف واجتماع الكلمة. شاهدنا الأسبوع الماضي الحملة الإعلامية التي شنتها بعض الجهات الإعلامية تدعمها دول تستهدف المملكة وقادتها ومحاولة النيل من أمن المملكة على إثر قضية مقتل المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله- الذي أسدل القضاء السعودي المستقل الستار عنها بإصدار الأحكام المستحقة بحق مرتكبيها وانتهت أيضا بتنازل أسرته عن الحق الخاص وكانت جلسات القضائية بحضور الدول الدائمة العضوية. لست هنا لإعادة سرد ما يتعلق بالقضية بقدر ما يهم الآن حاجة الجميع إلى مواجهة الحملة الإعلامية على كافة الأصعدة بإبراز جهود المملكة فيما يتعلق بحقوق الإنسان ونبذ التطرف ومكافحة الجريمة وهذا هو الواقع والحقيقي. هناك جهد ملموس لمواجهة هذه الحملات إلا أننا مازلنا بحاجة لجهد أكبر ولا نكتفي بالتصدي لها فحسب بل بغرس القيم الوطنية في عقول وفكر مجتمع المملكة وضرورة التكاتف مع القيادة الرشيدة -حفظها الله-. في الحقيقة نحن أيضًا بحاجة للقاح فكري خاصة لمن هم في مرحلة الشباب في ظل الانفتاح العالمي وهم المستهدفون الآن من قبل الجهات المغرضة، وأرى أن ذلك من الضروري تكثيفه الآن وذلك ليس بترف، ويتضمن اللقاح إعطاء جرعات فكرية وطنية وطاقة إيجابية يساهم فيها خبراء ومختصون في الأمن الفكري ووسائل الإعلام ومنابر الجوامع والجامعات والمدارس وغيرها من الجهات الأخرى، يُبرز فيها جهود المملكة فيما يتعلق بما ذكرته أعلاه وعدم الانجراف بما يتم تداوله عن المملكة وقيادتها وبذلك نضمن تملُّك العقول المناعة الفكرية لمواجهة ومقاومة الفايروسات المغرضة التي تحاول النيل من أمن المملكة وقيادتها. الكرة الآن في مرمى كل جهة تمتلك مقومات توعية مجتمع المملكة وتكثيف جرعات اللقاحات الفكرية كما هي لقاحات كوفيد 19 لمقاومة الفايروسات الفكرية المعادية، حفظ الله أمننا ووطننا و قيادتنا.