مكة المكرمة البلد الآمن، والبيت المعمور، وقبلة الدنيا، وقصة الحب النادرة التي نعيش تفاصيلها في مهوى الأفئدة، إنه الحب الذي يجعل قلوب المؤمنين في حالة اتصال دائم مع رب العباد، ويجعل الاطمئنان يُغلِّف قلوب كل من يقصد الروحانية والسكينة والهدوء ويرجو رحمة ربه وغفرانه، وكأنها الهدايا التي تأتي دون موعد، وتترك الأثر الجميل في ثنايا الروح، هدايا رب العالمين التي لا تنفد، وتحقق الأمنيات الكثيرة، فنحن العباد الفقراء نرفع أكفنا في فضاء رحمته وقلوبنا تدعو، ووعده هو الحق المبين، هنا في مهبط الوحي ومنبع الرسالات السماوية في أنشودة العمر 00 وُلد المصطفى صلى الله عليه وسلم00 هنا تربى المصطفى رباه ربه وملأ قلبه حباً وفطرة.. هنا في المكان الذي أحب والأرض التي عشق.. عليك صلوات الله وسلامه يا خير خلق الله، عليك صلوات الله وسلامه يا من أنقذ الله بك نفوساً من غيها وضلالتها.. عليك صلوات الله وسلامه يا من أرسله الله هادياً ومبشراً وسراجاً منيراً00 عليك صلوات الله وسلامه يا من اصطفاك المولى لتكون خاتماً للأنبياء ورحمة للعالمين. *** المؤرخ والباحث الجداوي المهذب الدكتور عدنان اليافي الذي ارتبط بجدة رسخ اسمه وبصمته عبر حب المكان وومضه ووهجه فاستحق كلمة الحب والوفاء، ولا شك أن إسهامات الدكتور اليافي بالتاريخ وقدرته العالية وتحري الدقة والموضوعية لها أثر كبير في التوثيق، ولعل من مظاهر اهتمامه الواضح بالتاريخ أن له عدة مؤلفات في هذا الجانب ومن أبرزها كتابه: «الأسرة العربية - النشأة والتكوين» ، وكتابه: «المدينةالمنورة في أعين رحالة غربيين» الذي قدم من خلاله نبذة تعريفية عن تاريخ المدينةالمنورة وموقعها وسكانها وتاريخها في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وكتابه: «جدة في شذرات الغزاوي». لا شك بأن مدونات ووقفات الدكتور عدنان الاجتماعية والحضارية والتاريخية تضاف لمسيرته الطويلة ومشاركته في كثير من الدراسات والتي لها تميز، إضافة لخبرته المميزة في أبحاث تنظيم الحج واهتمامه بتاريخ مدينة جدة الشغوف بها التي أحبها فأحبته وأحبه أهلها، وهناك الكثير من الجوانب المضيئة في حياة هذا الرجل الأنيق. *** وزارة الثقافة التي تشرف على القطاع الثقافي في المملكة العربية السعودية لا تزال تنثر الضوء والنور، ويترأسها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، هدفها تطوير وتنشيط صناعة العمل الثقافي في السعودية ولها دور في دعم الاقتصاد الوطني في هذا الوطن، وكانت للوزارة مبادرات أطلقتها عام 2019 كاستراتيجية وهذا منح وزارة الثقافة مكانة متفردة ذات ميزة إبداعية، وهذا نابع من اهتمام المملكة بكل ما يمثل الثقافة ضمن الرؤية السعودية المتجددة والمملكة عضو مؤسس وداعم لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) فقد حصلت على مقعد في المجلس التنفيذي لليونسكو ويمثله وزير الثقافة، والوزارة مازالت لها رؤيتها وتوجهاتها التي تعمل من خلالها لمسيرة التطوير الذي تسعى له وهي الثقافة كنمط حياة والثقافة من أجل النمو الاقتصادي ومن أجل تعزيز مكانة مكة.