واصلت المملكة تصدرها لسوق الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث إجمالي عدد الصفقات وقيمة عائداتها. واحتلت السوق المالية السعودية (تداول) المركز الأول في المنطقة هذا العام بأربع صفقات بلغت قيمتها الإجمالية 1.45 مليار دولار، تمثل 78% من إجمالي الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2020، فيما من المتوقع أن تشهد 10 طروحات خلال العام الحالي من بينها شركة الخريف للطاقة بنسبة تغطية فاقت المستهدف بعدة أضعاف. وحققت الاكتتابات العامة في الربع الأخير من عام 2020 أكبر عائدات خلال العام، ويرجع ذلك إلى إدراج أسهم شركة بن داود القابضة بأكثر من 400 مليون دولار، في ثاني أكبر إدراج بعد مجموعة الدكتور سليمان الحبيب للخدمات الطبية (701 مليون دولار التي سبق وأُدرجت أسهمها في الربع الأول من عام 2020. كما شهدت المملكة عدة مبادرات جديدة تركت تأثيرًا مهمًا على النشاط المستقبلي للاكتتابات العامة، وتضمّن ذلك السماح بالإدراج المباشر في السوق الموازية «نمو»، إضافة إلى إطلاق سوق المشتقات المالية. وبالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان في الربع الرابع من عام 2020 عن تحديثات إضافية تتناول الإفصاحات التي أصبحت إلزامية باللغتين الإنكليزية والعربية، بالإضافة إلى زيادة مجال تقلبات الأسعار اليومية للإدراجات الجديدة في السوق الرئيسية. وقال رئيس خدمات استشارات الأعمال والاستراتيجيات في المملكة لدىEY: «أظهرت الأسواق المالية في السعودية قدرتها على الصمود خلال عام 2020، سواء من حيث السيولة أو الأنظمة المتبعة. ولا تزال تحظى بنظرة مستقبلية إيجابية لعام 2021. ومع استمرار نمو السوق المالية السعودية (تداول) وتعزيز مكانتها في الأسواق المالية العالمية، فإنها تبرهن على أهميتها المتزايدة بالنسبة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى توظيف رأس المال المحلي والاستثمار الأجنبي المباشر». ومن المتوقع أن تشهد المملكة أكثر من عشرة إدراجات في عام 2021. كما ان «تداول»؛ وهي أكبر بورصة في المنطقة، تستعد لطرح الاكتتاب الخاص بها فى 2022، مما يجعلها ثالث بورصة عامة مدرجة في المنطقة بعد سوق دبي المالي وبورصة الكويت وعلى الصعيد العالمي، واصل عدد الاكتتابات العامة ارتفاعه في عام 2020، حيث تم تسجيل 1,363 اكتتابًا بزيادة بنسبة 19% عن العام السابق. وبالإضافة إلى ذلك، زادت العائدات بنسبة 29% مقارنة بعام 2019، حيث بلغت 268 مليار دولار أمريكي؛ وهي أعلى عائدات تم تسجيلها بعد الرقم القياسي لعام 2010 البالغ 290.2 مليار دولار أمريكي من 1,361 اكتتابًا. وقال ماثيو بنسون، رئيس خدمات استشارات الصفقات والاستراتيجيات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY: «إن تراجع النمو الاقتصادي والاضطراب الكبير الذي شهدته مختلف القطاعات جرّاء تفشي فيروس كورونا المستجد، إلى جانب انخفاض الطلب على النفط.