تشهد محافظات تهامة ومناطق عسيروالباحة وجازان هذه الأيام، تدفق آلاف الزوار من المواطنين والمقيمين من مدن ومحافظات السراة ، خاصة مع إجازة نهاية الأسبوع، لاعتدال الأجواء في مدن المرتفعات مثل أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة والنماص ، وتنومة والباحة وبلجرشي والمندق. ويعطي التنوع المناخي والبيئي لسهول وأودية تهامة ميزة تجعلها محط أنظار الزوار،الذين يتوافدون إليها بحثا عن الأجواء المعتدلة والاستمتاع بجمال الطبيعة والتجول في أسواقها الشعبية ومتاحفها والمواقع السياحية والمتنزهات. الحنيذ والمقلقل وتحفل تلك المواقع بالعديد من المميزات السياحية والفعاليات الى جانب انتشار المطاعم والاستراحات التي تقدم الاكلات الشعبية مثل الحنيذ والمندي والعريكة والعصيدة واللحم المقلقل حيث تتميز تهامة بوجود اعداد كبيرة من المواشي من فصيلة الماعز التي تعد المصدر الرئيس والمفضل لدى السكان والزوار لإعداد الوجبات الشعبية المشار اليها . وتحظى القرى الأثرية مثل قرية «رجال» التراثية في محافظة رجال ألمع غرب مدينة أبها، بالنصيب الأكبر من الزوار حيث يزيد تاريخ بناء القرية عن 900 عام، و كانت تربط بين القادمين من اليمن وبلاد الشام مرورًا بمكة المكرمة والمدينة المنورة، الأمر الذي جعلها مركزًا تجاريًّا مهمًا. 60 قصراً أثرياً وتشمل القرية أكثر من ستين قصرًا بنيت من الحجارة الطبيعية والطين والأخشاب بتصميم فريد من نوعه ومتعدد الطوابق. ويضم الموقع متحفًا به مقتنيات قديمة، وركن للأسلحة التقليدية وآخر للمشغولات والتحف وأدوات المهن الحرفية القديمة.وعدد من المطاعم والمقاهي ومسرح للفعاليات ومزارع تستقبل الزوار كما تحظى قرية ذي عين الاثرية في منطقة الباحة باهتمام سياح الشتاء اذ يعود تاريخها إلى مئات السنين وتعد واحدة من أجمل وأبرز المواقع الأثرية على مستوى المملكة نظراً لما تتمتع به من جمال في طريقة بنائها وما تزخر به من مزارع شاسعة تغذيها عين القرية التي لم تتوقف على مر الزمان. وتقع ذي عين في منحدر طريق عقبة الملك فهد الذي يربط سراة منطقة الباحة بتهامتها على مسافة 20 كيلومتراً من مدينة الباحة وهي قرية مبنية من الحجارة مسقوفة بأشجار العرعر التي نقلت إليها من الغابات المجاورة، زينت شرفاتها بأحجار المرو الكوارتز على شكل مثلثات متراصة ويوجد بها بعض الحصون الدفاعية التي أنشئت قديماً لحمايتها من الغارات أو لأغراض المراقبة. ويوصف مناخها أنه حار صيفاً معتدل شتاءً كونها في منطقة منخفضة ضمن الجزء الذي يسمى بمنطقة تهامة العليا من منطقة الباحة وترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالى 1985 متراً وتمتاز بغزارة الأمطار في فصل الصيف وتهطل بمعدل كبير بسبب موقعها بين كتلة من الجبال، مما يؤدي إلى تكثف الغيوم وهطول الأمطار الرعدية, فيما يكون هطول الأمطار متوسط على القرية في فصل الشتاء. إرث المنطقة ويعد «الحنيذ» من أشهر المأكولات الشعبية المفضلة لدى سكان المنطقة الجنوبية ولاسيما القطاع التهامي حيث تصاحب هذه الوجبة العديد من التقاليد التي يحرص عليها أهالي المنطقة. والحنيذ أكلة مكونة من لحوم الماعز تحتوي على قيمة غذائية عالية كما يتم إعدادها بشكل تقليدي بدائي في التنور «المحنذ» ويفضل أهالي المنطقة أكلها مع خبز الخمير الذي يستحوذ على الاهتمام الأكبر لكل زائر يزور منطقة عسير. ويبرز عديد من الأسماء التي امتهن أصحابها إعداد الحنيذ وبيعه خاصة في تهامةعسير، وتوارثت عائلات طريقة إعداده منذ أكثر من 50 عاما، وأصبح الحنيذ إرثا ثقافياً واجتماعياً ورثه الأبناء عن الأجداد . حيث يقول العم شافي عسيري أحد المهتمين بإعداد وجبة الحنيذ أن طريقة إعداد وتجهيز الوجبة هي فن لا يجيده الكل، وهي سر تردد الزبائن على شخص دون غيره، مبينا أن للحنيذ طعما لذيذا ونكهة رائعة، يستخدم في إعداده عدد من الأشجار العطرية مثل «المرخ والشقب والبشام»، كما أن الخبرة لها دور كبير في إعداد الوجبة ولذتها.