أكد الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية جيري إنزيريلو، أن مهمتهم هي ترسيخ مكانة الدرعية كواحدة من أهم أماكن تجمع الفعاليات على مستوى العالم، والتي تتوفر فيها وسائل الراحة الحديثة والمرافق المتطورة لتكون وجهة سياحية بامتياز، مشيرًا إلى أن سباق فورمولا إي الدرعية الافتتاحي أول حدث رياضي عالمي كبير من نوعه تستضيفه المملكة، وفي العام الماضي، استضافت السعودية أول سباق سيارات مزدوج في الشرق الأوسط، وبعد نحو أسبوعين سيعقد أول سباق ليلي على الإطلاق في تاريخ البطولة. وفيما يلي نص الحوار: لقد تحدّثت من قبل عن الدرعية كونها مكان يجمع الناس من خلال فعالياتها. ما أهمية ذلك بالنسبة لك شخصياً وما أهميته بالنسبة لهذا الموقع التاريخي؟ تُعتبر الدرعية مسقط رأس الدولة السعودية الأولى وجوهرة المملكة، وهي مدينة تاريخية عريقة تقع على بعد 15 دقيقة فقط من شمال غرب مدينة الرياض. ونعمل من خلال هيئة تطوير بوابة الدرعية على تحويل الموقع إلى أحد أهم الوجهات العصرية للثقافة والتراث والضيافة والتبضع والتعليم على مستوى العالم. إن هدفنا الأساسي هو تعزيز معرفة السعوديين بهذا التراث الغني، وإعادة تشكيله هذا الجزء المهم من التاريخ السعودي، بحيث يصبح أحد أهم أماكن جذب الزوار من حول العالم. ومن المهم جداً بالنسبة لنا أن يتعرف الزوار الذين نرحب بهم على كرم الضيافة الذي نشتهر به في الدرعية ويستمتعوا بتجربتهم فيه. وأريد أن أشير بأن الشعب السعودي يتمتع بطاقة شبابية كبيرة قد لا يعرفها الكثيرين عنه من خارج المملكة، وهو ما يجعل التجربة فريدة جداً واستثنائية لمن يزور ويستكشف المكان. لقد مرّ عام كامل على آخر سباق للفورمولا إي الذي توقف العام الماضي بسبب الوباء المنتشر حول العالم. أخبرنا ما تطور في الدرعية منذ سباق 2019؟ لا يُمكننا أن ننكر أن سنة 2020 كانت مليئة بالتحديات والتغيرات غير المتوقعة في جميع أنحاء العالم، لكن على الرغم من ذلك كله، تمضي الدرعية في المسار الصحيح وعلى التوقيت الزمني المحدد لها، وقد واصلنا أعمال البناء في الأشهر الماضية. ومثل الكثيرين، اضطررنا إلى إعادة صياغة الاستراتيجية التي نتبعها لتتماشى مع إجراءات التكيف مع الوضح الطبيعي الجديد. وفي هذه المرحلة، سيكون تركيزنا الأولي على تطوير السياحة المحلية، وتحسين حياة مجتمع الدرعية والرياض كأول وجهة هنا سنفتتحها لاحقاً هذا العام، ثم زيادة التركيز فيما بعد على الزوار من خارج المملكة حين تعود الأوضاع إلى طبيعتها وينفتح العالم من جديد. أما من الناحية التشغيلية، نقوم بوضع حجر الأساس لمشروع ضخم للبنية التحتية تحت الأرض، والذي سيصبح أحد أكبر البنى التحتية تحت سطح الأرض على مستوى العالم وأكثرها تطوراً. وقد وقعنا مؤخراً عقوداً جديدة بمليارات الريالات في البناء والتصميم وإدارة المشاريع، ونعمل حالياً على تكييف تقنيات البناء المختلفة لتتوافق مع الهندسة المعمارية النجدية الأصيلة التي تتميز بها المنطقة. أيضاً، نقوم من خلال أعمالنا على تأسيس مستقبل الدرعية، ومتحمسون جداً لعرض المراحل الأولى من عملية التطوير عند اكتمالها لاحقاً هذا العام. سيكون سباق فورمولا إي الدرعية 2021 حدثاً مهماً للغاية في مسيرة الفورمولا إي حديثة العهد وذلك عندما تصطف السيارات على الخطوط استعداداً للانطلاق في أول سباق ليلي على الإطلاق. كيف تستعد الدرعية لهذا السباق الأول من نوعه، وما مدى حماسك تجاه هذا الحدث؟ هذه هي المرة الثالثة التي تنظم وزارة الرياضة سباق فورمولا إي في الدرعية خلال ثلاث سنوات، وسيبرز مضمار السباق المعروف الآن على مستوى العالم حول موقع الدرعية التابع لمنظمة اليونسكو للتراث العالمي تحت الأضواء الكاشفة في منطقة الطريف، وهذه خطوة أخرى تتخذها المملكة العربية السعودية في مهمتها في إضافة المزيد من الإثارة والتشويق لواحدة من أسرع الرياضات نمواً في العالم. لقد كان سباق فورمولا إي الدرعية الافتتاحي أول حدث رياضي عالمي كبير من نوعه تستضيفه المملكة، وفي العام الماضي، استضافت السعودية أول سباق سيارات مزدوج في الشرق الأوسط، وبعد أقل من أسبوعين، سيعقد أول سباق ليلي على الإطلاق في تاريخ البطولة. وبالطبع، نوجه كل الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبد الله الفيصل، رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، على قيادتهم الرشيدة، وكذلك لفريق وزارة الرياضة الذين يساعدوننا في تنظيم هذا الحدث الجديد والفريد وتقديمه للمجتمع بشكل مبتكر وجذاب. لقد كانت فكرة إضاءة الليل باستخدام تقنية مستدامة تحدياً مختلفاً من نوعه دفع أفراد فريق العمل للإبداع والابتكار أكثر، ومن المُلهم جداً رؤية حلول جديدة مستدامة وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة يتم توظيفها في سباق هذا العام. وسيتم تنظيم السباق المزدوج هذه السنة تحت أضواء ال"ليد" منخفضة الاستهلاك، والتي تستخدم طاقة أقل بنسبة تصل إلى 50 في المائة مقارنة مع غيرها من أنظمة الطاقة. وتجب الإشارة إلى أنه يُعد استخدام مثل هذه التقنيات عنصراً مهماً في سباق الفورمولا إي، الذي يُركز على تقليل انبعاثات الكربون، ولأن كونه أول رياضة لا تطلق انبعاثات كربونية على الإطلاق منذ انطلاقها قبل سبع سنوات. مع حجم الأحداث الرياضية المتعددة التي تُقام في الدرعية، بدءاً من سباق الفورمولا إي إلى المنافسات على لقب العالم في الملاكمة وبطولات التنس، هل تُعتبر الدرعية الآن مركزاً رياضياً عالمياً؟ مهمتنا هي ترسيخ مكانة الدرعية كواحدة من أهم أماكن تجمع الفعاليات على مستوى العالم، والتي تتوفر فيها وسائل الراحة الحديثة والمرافق المتطورة لتكون وجهة سياحية بامتياز. من خلال عملية التطوير وبفضل الرؤية الحديثة لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، كان لنا الحظ في عقد شراكات رياضية كبيرة، مثل شراكاتنا مع الفورمولا إي. ونحن سعيدون جداً باستضافة فعاليات رياضية حديثة في المملكة والدرعية، لأنها تعكس استعدادنا لنصبح وجهة عالمية لا تقتصر على الرياضة فقط، ولكن أيضاً للترفيه والثقافة والتراث والتعليم. إن منظر مضمار الفورمولا إي والإضاءات فيه والخلفية التاريخية للدرعية هو انعكاس لرؤيتنا التي نتشاركها مع شركائنا والتي تتمثل في حماية جوهر ماضينا، وبذات الوقت اتخاذ خطوات حديثة نحو المستقبل. ما الذي يميز هذا الموقع الخاص عن غيره من المواقع الأخرى المحتملة لاستضافة الأحداث والبطولات الرياضية؟ تشتهر الدرعية بأنها أرض الملوك والأبطال، وبأنها مهد الدولة السعودية الأولى. كما أن التاريخ العريق، والثقافة الغنية، والأحياء السكنية التاريخية، وموقع الطريف التاريخي التابع للتراث العالمي لليونسكو هو ما يجعلها مدينة فريدة جداً لا مثيل لها في أي مكانٍ آخر. استضافت الطرق المحيطة بموقع الدرعية التاريخي السباق الذي كان يقام في عطلة نهاية الأسبوع في كل موسم للسباق منذ عام 2018. ويُساعد موقعنا الفريد، الذي يبعد 15 دقيقة فقط من شمال غرب مركز الرياض، في جذب المزيد من السكان المحليين في الرياض (يتوقع صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن يصل العدد إلى 20 مليون شخص بحلول عام 2030)، هذا بالإضافة للزوار من خارج المملكة. مستقبلاً، سيلعب قطاع الرياضة والصحة دوراً رائداً في المملكة في مسيرة تحقيق رؤيتها لعام 2030، بدءاً من مشاريعنا الطموحة لإنشاء ملاعب غولف على مستوى عالمي، إلى الساحات والواحات الخلابة التي تعزز التفاعل الاجتماعي والإنساني، ومسارات اللجام المخصصة لراكبي الخيل، تعتبر هذه المنطقة غير معروفة إلى حدٍ كبير دولياً، ونحن متحمسون جداً لاستضافة المزيد من الأحداث الرياضية العالمية هنا في الدرعية، وتشجيع الناس على اكتشافها والتعرف على تاريخها. لماذا تعتبر الفورمولا إي رياضة السيارات الوحيدة التي يُمكن استضافتها في الدرعية؟ ما هو المميز في الفورمولا إي والدرعية من ناحية حماية البيئة؟ تفتخر الدرعية بتنظيم سباق الفورمولا إي بالتعاون مع وزارة الرياضة والترحيب المشجعين والمتنافسين من حول العالم للتوافد على أرضنا للعام الثالث على التوالي. وقد تم اختيار سباق الفورمولا إي بالأساس كشريك لنا في رياضة السيارات نظراً لدعمه الكبير في تعزيز مستقبلٍ صديق للبيئة، وهو أمر متأصل بعمق في رؤية المملكة 2030 ويتماشى مع التزام صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بدعم الاستدامة البيئية والحفاظ على الإمكانات الطبيعية للمملكة، حيث نتطلع جميعاً بكل ثقة وتفاؤل إلى مستقبلٍ أكثر ازدهاراً واخضراراً من خلال تنظيم أحداث مثل الفورمولا إي، ونحن نمشي في مهمتنا على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك. منة ناحية أخرى، تتميز الدرعية بتراثها الغني، وأهدافها الطموحة في مجال الاستدامة، والمساحات الشاسعة من البيئة الطبيعية، وجودة الحياة المُحسنة فيها. ونعمل على الحفاظ على هذا التراث والتاريخ ودمجهما بشكلٍ جميل في قالب من الاستدامة مع مراعاة الاعتبارات البيئية بهدف تأسيس المنطقة كوجهة عالمية للثقافة والحياة العصرية وتحقق في نفس الوقت معايير شهادة "لييد" للاستدامة وشهادة "مستدام" المعترف بهما دولياً. ماذا يعنيه لك أن تُقام أكثر الرياضات المهتمة بالمستقبل في مكانٍ تاريخي عريق كالدرعية؟ المملكة العربية السعودية بلدٌ متنوع بشكلٍ كبير، وتتميز بالمناظر والمناطق الطبيعية الخلابة غير المعروفة للكثيرين باستثناء سكانها. وفي جعبة المملكة العربية السعودية قروناً من القصص لترويها للعالم، والدرعية هي منبع هذا التاريخ، ومولد التراث الأصيل الذي لا يتكرر، والذي يشكل جزءاً كبيراً من تاريخنا وطوبوغرافيتنا منذ القدم وحتى يومنا هذا، لذا نريد أن نتشارك تاريخنا مع العالم. كما يُسعدنا أن نستضيف الأحداث التي تتوافق مع رؤيتنا المشتركة للمستقبل، وتعطينا في نفس الوقت الفرصة لنلقي الضوء على ماضينا العريق. ونشير إلى أن تقاطع الزمن القديم مع العصر الحديث هو أحد المبادئ الأساسية لرؤية المخطط الرئيسي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، ونتطلع إلى رؤية مضمار سباق الفورمولا إي المقام أمام موقع اليونسكو للطريف مضاء ليلاً تحت سماء الدرعية. لماذا تشجعون المجتمع السعودي على دعم سباق الفورمولا إي في حلبة الدرعية؟ إن أحد الأهداف الأساسية لهيئة تطوير بوابة الدرعية هو تحسين حياة المجتمعات المحلية في الدرعية والرياض من خلال تنظيم فعاليات تثري حياتهم اليومية على عتبة بوابة مدينة الرياض. كما أن أجواء الحماس والإثارة التي تخلقها مثل هذه الأحداث الفريدة، والتي تساهم في تعزيز العلاقة بين الدرعية والمجتمع الرياضي الدولي، هي خطوة كبيرة نحو مستقبلنا ونحو تحقيق رؤيتنا 2030، ونحن فخورون جداً بتنظيم السباق الافتتاحي لموسم الفورمولا إي على أرضنا، ودعوة الزوار والمشجعين للاستمتاع بكرم الضيافة لدينا، والتعرف على مشاريعنا الطموحة الذي نعمل على تحقيقها في السنوات المقبلة.