عكست النتائج التي حققها فريق الشباب، والتي منحته الصدارة عن جدارة، بعد الجولة السابعة عشرة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، العمل الاحترافي، الذي قام به خالد البلطان رئيس النادي، منذ توليه المسؤولية. مع نهاية الولاية الأولى التي تولى فيها خالد البلطان رئاسة نادي الشباب (2005 - 2014)، تخلى فريق الشباب عن دوره، كأحد أقطاب الكرة السعودية، واكتفى بدور المشاركة، بعد أن فقد كثيراً من وهجه المعروف على مدار التاريخ. ومع عودة البلطان إلى منصب رئاسة النادي في 2018 وحتى الآن، كان للرجل رؤية فنية ومهنية على درجة عالية، لإعادة وهج شيخ الأندية، مستفيداً من خبرته العريضة التي اكتسبها من الولاية الاولى، فضلاً عن عقليته الاحترافية والإدارية، حتى صار الآن عميد رؤساء أندية الدوري. تحرك البلطان بهدوء ودون ضجيج إعلامي، وفق خطة مرسومة، لتدعيم الفريق الشبابي، فكانت أولى صفقاته التي عقدها منذ الانتقالات الشتوية الماضية، مع النجم الأرجنتيني ايفر بانيجا، قادمًا من أشبيلية الأسباني، ومع بداية الموسم الحالي، انضم بانيجا لكتيبة الليوث، يقدم عزفه الكروي، على طريقة السهل الممتنع، ثم تبعه بصفقة الداهية البرتغالي فابيو مارتنيز. ومع بداية الدوري، وجد البلطان أن الفريق ما زال يحتاج إلى قرارات جريئة ومهنية، فأقال البرتغالي بيدرو كايشبنبا، لعدم أجادته التعامل مع كوكبة النجوم بالفريق، وانتظر للشتوية، ليضيف صفقات نوعية جديدة للفريق. كما أنهى عقد السنغالي ماخيتي ديوب، وتعاقد مع النيجيري ايجالو، مواصلاً مشواره مع الصفقات النوعية، في الوقت الذي لم يقف في طريق نجم الفريق الشاب عبدالله الحمدان. وأثبتت صفقة الحمدان الاحترافية العالية التي يتمتع بها البلطان، فقد عرضه للتجديد مع اللاعب، وفق القيمة المالية المناسبة للنادي ولقيمة اللاعب، وعندما حصل الحمدان على عرض أكبر لم يقف في طريقه، بل توصل إلى اتفاق مع نادي الهلال للتنازل عن الفترة المتبقية من عقده بمقابل مالي جيد. وثبتت اللقطة التي رصدتها كاميرات النقل التلفزيوني للبلطان وهو يحيي الحمدان لدى تبديله أثناء مباراة الرائد، احترافية الرجل، وأن الخلاف بين الطرفين مجرد اختلاف وجهات نظر، يبحث من خلالها البلطان عن مصلحة الكيان الشبابي. الشباب مع البلطان ما زال في جعبته الكثير ليقدمه هذا الموسم، والصدارة التي يتربع عليها الفريق الآن، بداية الطريق لاستعادة الأمجاد الشبابية. ما يميز البلطان واحترافيته العالية كإداري محنك، قدرته على تخفيف الضغط على اللاعبين وتحفيزهم وشحذ هممهم في الوقت المناسب، ووجوده المستمر في المدرجات في كل مباراة، دون أن يشكل ضغطًا نفسيًا على الفريق.