ثمة ثقوب أكثر من أن تعد في ملف ترشيح جاريد كوشنر مستشار البيت الأبيض السابق، ونائبه آفي بيركويتز، لجائزة نوبل للسلام! ويقينًا لو أن تحركات أو تعليمات كوشنر ونائبه ساهمت بشكل أو بآخر في تقريب أو حتى تهدئة الأمور بين الفلسطينيين والإسرائيليين لكان من الجائز ترشيحهما ومن المحتمل نجاحهما، لكن هذه التحركات والتصرفات والتعليمات في النهاية قادت لتعقيد لب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهو عودة القدس واللاجئين.. إن ما حدث ببساطة وبهدوء هو العكس! سيقول البعض: إن الرجلين لعبا دورًا كبيرًا في إعلان اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل وأربع دول عربية عُرفت باسم (اتفاقيات أبراهام)، ولكن، من قال: إن السلام يكمن في بنود «إبراهام» الذي لم نعرف كنهه حتى الآن؟! بل ومن قال: إن الدول الأربع وغيرها من الدول التي قد تندفع في نفس الاتجاه، لها مشكلة في الأساس مع إسرائيل؟. هذه واحدة، والأخرى أن الترشيح جاء بواسطة المحامي الأمريكي آلان ديرشوفيتز الذي يحقّ له ذلك بصفته أستاذًا فخريًا بكلية هارفارد للقانون، لكن الرجل نفسه، نسي في غمرة حماسه الواضح لإسرائيل أن يكون محايدًا، فراح يشير إلى أدوار كل من السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، والسفير الإسرائيلي السابق لدى الولاياتالمتحدة رون ديرمر، وهكذا بدا الأمر، أمر الترشيح إسرائيليًا محضًا، ويخلو من أي بند إنساني أو أممي! واستدرارًا لتعاطف اللجنة مع هذا الملف المهترئ راح دير شوفيتز يقول: إن جائزة نوبل للسلام لا تُمنح بسبب الشعبية! كما أنها ليست تقييمًا لرأي المجتمع الدولي تجاه الأشخاص الذين يساعدون في إرساء السلام! وإنما هي جائزة للوفاء بالمعايير الصارمة التي حددها ألفريد نوبل في وصيته.. فهل هناك بالفعل في وصية نوبل ما يشير الى إعلان دولة إسرائيل الكبرى، وما يثار عن هذا الكلام؟! لن أتحدث عن ملف كوشنير في بلده، فلكل بلد ظروفه، ورئيسه، حتى وإن كان كوشنير قد ارتبط بالرئيس ترامب حتى اليوم الأخير في منصب الأخير! أي أنه حضر كارثة الاعتداء على الديمقراطية الأمريكية، وما وصفه رؤساء أمريكيون سابقون بالعار! ولن أتحدث كذلك عما يقال عن أثمان يجب أن تدفع.. فكرًا وموقفًا وتنازلاً، قبل الفوز بنوبل، لكني أتحدث هنا عن أبسط قواعد السعي للسلام.. السلام بمفهومه الحقيقي وليس بالمفهوم الإسرائيلي الذي يقضي بالتنازل عن الحق في الدولة وفي العاصمة وفي الأرض كلها، والركض نحو التطبيع، وغض النظر واللسان «والودان» عن الاستيطان، مقابل السلام.. السلام بيني وبينك فقط!