ما الذي يجري حولنا؟، ما الذي يجري لنا؟ وهل يمكن لفرد منا لديه في رئتيه مايكفي من اوكسجين أن يعطي بعضاً منه لأخيه أو صديقه كائناً من يكون؟! وكنت قد بدأت في الحمد والتسبيح احتفاء بشفاء أخي، فاذا بخبر دخول توأم الروح! كان أخي يغادر المستشفى في صمت، ناجياً من الفيروس، وكان»علي» يدخل غرفة العناية المركزة ويصبح حديث الناس! والحق أنني انتحبت وحدي قبل أن أبكي بصوت مسموع، حيث لا معنى لأي شيء دونه، وحيث تصبح الكتابة بكل فنونها وأنواعها بلا معنى ولا موضوع!. قمت للصلاة داعياً الله بكل تضرع وخشوع أن يشفي كل مريض، حين كان «علي» يشع كقوس حنين بين حبات الدموع!. قم يا علي فما طاب لي نزول قريتي دون قلب.. قم أيها الحبيب لتواصل مشوار صبرك الجميل، وأنت تهش كل صباح في وجه «نهلتك» في شبين الكوم، وفي كل مساء في وجه والدتك هناك في الرملة!. قم ياعلي لتمنع عني هذا الشعور، وهذا الشحوب، وهذي الدموع التي تحار ولا تنسكب، قم يا «علي» فما نحن بالفعل إلا زهور تجف، لكنها تحفظ من عطرها ما بقي ثابتاً ولم يخف!. قم يا رفيقي فمرضك يجعل كل الأشياء تنفلت من صندوق الذكريات، لتأخذني في غابة من الأسئلة الحائرة، تنقلني الى سماء قريتنا الصافية وورود حقولنا الطافية، الى نجوم حين كنا نسير تسير.. وحين كنا نتوقف تقف، لتقول لنا: مساء الخير!. قم يا علي، لتجري على مقلتي زهور صبا كم بللت بالندى، لتمسح ما قد يعتريني من حزن على من مضى!، قم يا علي لتمسح عني دموع الأسى! بالله قم يا علي حتى لا تجعل الوزر علي!. قم أيها الحبيب المكنون، الساكن في قلبي، والمسكون.. والأجمل من بين ثمار بساتين الكون..بالله عليك، خذ ما ملأت به رئتي من حب ومن أوكسجين.. وقم!..