* ينبغي أن يكون معلومًا لكلّ صاحب عقلٍ سليم ورأي سديد، أنّ الفسادَ الإداري، على قبحه، ضرورةٌ لارتفاع بعض الحمقى والأوغاد على غيرهم، فهم يقتاتون عليه ويتكسّبون به، ومن دونه سيضطرّون إلى التنافس بشرفٍ مع أصحاب الكفاءة والأمانة، فيخسرون المنافسة. * يُشير تقريرٌ إلى أن إساءةَ معاملة الموظف والتنمّر عليه من جهة المدير وتعامل إدارته معه بوقاحة وقلّة أدب، يؤثّر سلبًا على طبيعة النوم لديه، بل ولدى شريك حياته أيضًا، كما يتسبّب التنمّر والتعنيفُ الوظيفي ضدّ الموظّف، في زيادة إصابته بأمراض القلب بنسبة (59%) والجلطات المخيّة بنسبة (36%). * يُظهر تقريرٌ أمريكي أن المجال الصحّي الذي يكثر فيه التنمّر والسلوكيات العُدوانية، تزداد فيه نسبة إصابة الموظّفين بالاكتئاب والاحتراق الوظيفي، إضافة إلى ارتفاع نسبة الأخطاء الطبية، ورداءة العمل الجماعي، وتدهور بيئة السلامة. * لا يمكن إعفاء الشُّرفاء وأصحاب الكفاءة من المشاركة في خطيئة الفساد الإداري، إذ يقول الكاتب والروائي (خيري شلبي): «إن الفساد يطولُ عُمره كلّما انسحب الشُّرفاء من الميادين، وآثروا السلامة وتخاذلوا، فيُفسحون المجال للصغارِ التافهين البلطجية». * من أكثر أنواع الفساد الإداري انتشاراً، السّكوت عنه، والرّضا به، دون التجرّؤ على انتقاده ولو على استحياء، بل قد يصلُ الأمر ببعضهم إلى تبريره والمشاركة فيه، بحجة أنه المقبول عُرفاً، والأسلم شخصيا!. * رفاهيةُ الموظفين وتشجيعهم على العمل بكفاءة، وتسليمُهم حقوقهم دون مُماطلة، وتقييمهم على أُسس عادلة نزيهة بعيداً عن المحسوبية والشِّللية، من أهم التحدّيات الوظيفية التي تواجهها الجهات الرّقابية. * من السلوكيات «الشاذّة» إدارياً، قيام مدير متنفّذ كبير بالتجسّس على بعض موظّفيه بصورة شخصية غير مهنية، بالإيعاز إلى موظفين آخرين موالين له لينقلوا إليه الأخبار اليومية عنهم، لمضايقتهم والتضييق عليهم ورصد زلّاتهم.. يقول الدكتور (أحمد خالد توفيق) عن هذا النوع من البشر الذين توسّدوا مناصبَ أكبر من أحجامهم، وأعلى من قدْراتهم الذهنية، وأرقى من أخلاقهم المُبتذلة: «عندما يتملّك السُّلطة شخصٌ جاهلٌ غبي لم تهذّبه الثقافة ولم يعلّمه الدّين شيئًا، فإنه يصيرُ من زبانية جهنم، وتصيرُ رسالته في الحياة هي أن يحيل حياة البُسطاء الذين لا خطر منهم .. جحيمًا». * جاء في الحديث، عنْ أبي هُريْرةَ رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلّى الله عَلَيهِ وَسلّم: (إِذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِر السَّاعَةَ).. قَالَ: كَيْف إضاعَتُها يَا رسولَ الله؟ قَالَ: (إِذا أُسْنِدَ الأمْرُ إِلَى غَيْرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ).