التكامل قوة، خاصة عندما تتوحد الأهداف والغايات، وتكون النوايا سامية وسليمة، وما نراه من تقارب بين وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية وبين الأزهر الشريف سيُشكل أحد عوامل القوة التي ستتم من خلالها مواجهة أصوات التطرف والغلو والكراهية، عملية التقارب الفكري والمؤسساتي التي تحدث من خلال المُبادرات والندوات والاجتماعات والمُقترحات بلا شك هي صوت اعتدال سيهزم كل الأصوات التي تريد تعكير صفو الحياة. في لقاء لوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ مع صحيفة (صوت الأزهر) كانت الرسالة الأبرز هي التوافق الذي تم بين الوزارة والأزهر الشريف وما نتج عنه من رسائل عالمية عن الإسلام والمنهج الوسطي المُعتدل الذي لا غلو ولا تطرف فيه. زيادة العمل التكاملي وتوحيد الجهود سيكون له بالغ الأثر في تغيير الصورة التي يُريد المتطرفون وأصحاب خطاب الكراهية إلصاقها بالإسلام. وفي هذا اللقاء قال الوزير آل الشيخ إن «ما تعيشه المملكة من انفتاح على جميع المدارس الفقهية هو نتاج عملية تجديد فهم الخطاب الديني»، هذا التنوّع هو أبرز الخطوات التي تتسارع وباتزان نحو تحقيق هدف احتواء كل صوت مُعتدل ونبذ كل صوت يرفض الآخر. لا تعايش مع التطرف والغلو، هذا خطاب يسلب الآخرين حقهم في الحياة. قبل أيام وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة كتب مقالاً يُشيد فيه بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ على الجهود التي تم تقديمها في مواجهة الفكر المتطرف ونبذ الغلو وحماية المنبر. نحتاج أن نستثمر خطابات التقارب بين المؤسسات الدينية في البلدين.. هذا التقارب يحتاج خطوة أخيرة وهي أن تتكلل كل هذه الجهود باتفاقية تجعل العمل الديني بين الأزهر الشريف والشؤون الإسلامية عملاً ممنهجاً مُتكاملاً ليخدم الإسلام والمُسلمين، وليكون صوت البلدين واحداً في مواجهة الحرب التي تواجه الإسلام الوسطي المُعتدل. أخيراً .. الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، الإمام الدكتور أحمد الطيّب، والوزير الدكتور محمد مختار جمعة، تقع على عواتقهم أمانة ثقيلة، وهي أن يكون الإسلام محمياً من خطابات التطرّف وخطابات الكراهية، وأن يكون المسلمون في كل أرضٍ يتواجدون فيها آمنين، مطمئنين في رزقهم ودينهم.