وفقني الله بأن كنت ممن كتب عن جائحة كورونا كوفيد 19 المستجد من أول أحداثها حتى استخدام اللقاح مقالات علمية ضمنتها كتابي الذي ألفته بهذا الخصوص مع زميلتي د. عالية الدهلوي ود. غدير الرفاعي ونشره مركز النشر العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز بإشراف مركز الملك فهد للبحوث الطبية، فالشكر لله أولًا وأخيرًا الذي ساعدني أن أخدم ديني ووطني بهذا العلم، وقد شملت مقالاتي التي وصلت أكثر من ثلاثين مقالًا في صحيفة (المدينة) كل ما له علاقة بالجائحة، وكان ذلك بمثابة التوثيق التاريخي والزمني للجائحة، كما أن الكتاب زخر بالتعريف العلمي للفيروسات والدراسات المناعية والخلايا الجذعية وعلاقتهما بالجائحة.. وانتهت بفضل الله اليوم الأمور باستخدام اللقاح، وبهذا انتهت زوبعة المرجفين والدجالين والمشككين وتحقق انتصار كبير للعلم على الجهل. وأكثر شيء كنت أستغرب منه ويضايقني أن يكون هناك من هو على مستوى عالٍ من التعليم والثقافة (بعضهم دكاترة) ويصدقون ما يقال عن الجائحة وعن اللقاح وعن الفيروس من تهريج وكذب ودجل واتضح لي أن الجهل عند البعض ليس بالعلم فقط إنما الجهل بالدين كذلك حيث إن المعروف أن الإسلام رفع من شأن العلم والعلماء (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وأن ديننا يقوم على الحقائق والعلم التجريبي فكيف ينساق البعض خلف الجهل والخرافة ويترك العلم الذي أمر الله بالأخذ به فالحمد لله على هذا الانتصار وعلى سيادة العلم على الجهل، واتضح للعالم كله من خلال هذه الجائحة عدة أمور أذكر منها ما يلي: * إن المملكة العربية السعودية دولة تقوم على العلم والطب وخاضت معركة الجائحة بكل نجاح وثقة وقد كتبت مقالة توضح ذلك. * إن قيادتنا حكيمة متأنية يهمها حياة الإنسان وتواصلت من أجله مع قيادات العالم في قمة العشرين وجعلته مرتكزًا مهمًا في بنود القمة. * وزارة الصحة ممثلة بوزيرها وجميع كوادرها كانت على مستوى المسؤولية ووضوح الرؤية والمتابعة الجادة. * العلم هو الذي سيسود وينتصر وينتشر في الأخير وليس الجهل. * تخصص علوم الأحياء (البيولوجيا) من أهم العلوم وأنه ذو ارتباط كبير بالنواحي الطبية في جميع تخصصاته الدقيقة. * البحث العلمي هو سند الأمم والتقدم والحضارة وأن الأمم لا يمكن أن تحظى بنصيبها في التقدم إلا به فلذلك يجب أن تكون له أولوية في ميزانية الدول والاهتمام به ما أمكن. * إن كثيرًا من الباحثين في مملكتنا الحبيبة في المراكز البحثية والجامعات على مستوى المسؤولية وبعضهم يجب أن يتخلوا عن البروباغندا وأن يتجهوا لصناعة جيل من الباحثين وأن يخلصوا لوطنهم الذي منحهم الكثير وكتبت عدة مقالات عن ذلك يمكن العودة اليها. * وسائل التواصل الاجتماعي خاصة الواتس أب كما أن لها دورًا إيجابيًا فإن دورها السلبي لا يقل عن الإيجابي في نقل ونشر الجهل فيجب الاحتراز ما أمكن والتوقف عن نقل ونشر الإشاعات. * مازالت هناك هشاشة لبعض العقول المتعلمة في قبول الجهل وكلام الخرافات والتوهمات وهذا ما لم أكن أتوقعه ويجب أن نأخذ من ذلك درسًا في الحياة. * واجب على كل مواطن ومواطنة بعد انتصار العلم على الجهل ووضوح الحقيقة أن يقف سدًا منيعًا مع وطنه وقيادته والعلم بعدم نشر كل ما له علاقة بالنيل من اللقاح. إن تخصص المناعة والأمصال هو أحد فروع علوم الأحياء وهو ليس وليد اليوم بل له سيرة علمية اعتبارية وذاتية منذ زمن بعيد وتطورت أدواته ويتبعه آلاف من المتخصصين والباحثين من البيولوجيين والأطباء، وهو بعد الله سبحانه وتعالى ما كان سببًا في معافاة العالم من الجدري والحصبة والشلل والسل وغيرها من الأمراض عبر اللقاحات والأمصال المتخصصة تحقيقًا لقوله عليه السلام (ما من داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله) فالعلم دائمًا ضد الجهل كما أخبر عليه السلام. وأخيرًا الحمد لله الذي نورنا بالعلم ومنحني القيام برسالته والشكر موصول لكل من كان له دور إيجابي في تحقيق انتصار العلم على الجهل وأخص بالذكر حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهم الله-.