في موسوعة الدكتور أحمد داوود التي نشرت ال MBC تسجيلات عنها بصوته وصورته، ادَّعى فيها أنَّ النشأة الأولى للبشريَّة كانت من المغارة المقدَّسة في مرتفعات جبال السراة في جزيرة العرب. ويقول إنَّ من داخلها تفجَّرت ثلاثة جداول غربًا وثلاثة جداول شرقًا، وقد تبع ذلك انفجار سكَّاني غطَّى جزيرة العرب، وشمالها خاصَّة لوفرة متطلَّبات الحياة من مياه وطعام. ويضيف بَأنَّ فريقًا من سكَّانها اتَّجه صوب شواطئ البحر الأبيض المتوسَّط، عرفوا بالفينيقيِّين. ويُعتقد أنَّ من قصد منهم الشواطئ الشماليَّة للبحر الأبيض المتوسِّط تزاوجوا بالبنات هناك، ومن تلك العلاقة أُنجب أطفال لا يعرف من خيلانهم ، وبالتالي نقاوة دمائهم. فأطلق اسم الإغريق على هؤلاء غير الشرعيِّين، وتُركوا يمارسون فيما بينهم علاقات فيها الكثير من الشذوذ، ممَّا أدَّى إلى أجيال لا تهتمُّ بنقاوة الدم ولا بكرامة الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم، فكان التنكُّر للقيم والأخلاق. من ذاك التاريخ وإلى أن يشاء الله، نجد هذا الشذوذ صريحًا وبدون خجل في عدد من السلوكيَّات الوضعيَّة التي تبنَّتها منظَّمات تدَّعي الدفاع عن (حقِّ الإنسان) في ممارسة شهواته كما يشاء، بما في ذلك زواج المثليِّين، وإنجاب أطفال بدون زواج، وإجهاض عند الحمل بدون رابط الزواج المقدَّس، أو تهرُبًا من مسؤوليَّة الوالدين في رعاية المواليد. وقد صدق رسولنا الكريم في توجيهه النبيل: «تَخَيَّروا لِنُطَفِكُم، فَإِنَّ العِرْقَ دَسَّاسٌ». ويماثل هذا التوجيه عند أمم كاليابان ما تزال حتَّى اليوم تحافظ على ثوابت مجتمعها، ونقاوة الدم فيه. ولا غرابة أن نرى هذه الأيَّام في ديار الغرب من يجاهر بالتنكُّر للروابط الشرعيَّة بين الذكور والإناث، لتنعدم عندهم الروابط الأسريَّة، ويباهي بالمعاصي، وشتم من أرسلهم الله رحمة للعالمين تهرُّبًا من الالتزام بمكارم الأخلاق التي كلَّف الله رسله بحملها من أجل بناء مجتمع مترابط أسريًا . وعلى تعاقب الأزمنة والأجيال، ظلَّت ثوابت الأخلاق، كما أرادها الله لخلقه، وأكَّدَها الرسل، ختامًا بأفضل توجيه من خاتم الأنبياء والمرسلين هداية ونبراسًا لعلمائنا وأدبائنا وشعرائنا. وحقًا قال الشاعر حافظ إبراهيم رحمه الله. إنَّما الأُممُ الأخلاقُ ما بَقِيت فإنْ همُ ذهبتْ أخلاقُهمْ ذهبوا. وأكَّدها أحمد شوقي رحمه الله في بيت من قصيدة له: المجدُ والشَّرفُ الرفيعُ صحيفة ٌ جُعِلتْ لها الأخلاقُ كالعنوانِ.