تتميز منطقة جازان بالعديد من مقومات السياحية والمشاهد الطبيعية الخلابة ومنها وادي «لجب» الذي يقع وسط المرتفعات بالمنطقة، ويتكون من شقين عظيمين بارتفاعات شاهقة تصل إلى أكثر من 50 متراً للأعلى في قمة جبال الريث وتنساب منه شلالات مائية من بين الشقوق الصخرية، وتنبت العديد من الأشجار والحدائق المعلقة العالية والنخل وسط تلك الصخور. ويبدأ السياح والزوار الذين يأخذهم الفضول لاكتشاف معالم الوادي رحلتهم من مدخله الجنوبي والذي يمتد ل«2 كم» للشقين من الجهة الشمالية ثم يفارق أحدهما نحو الشمال الشرقي والثاني إلى الغرب. شلالات وكائنات متنوعة وتنساب من جنبات وادي «لجب» شلالات براقة مشكلة برذاذها ألوان قوس قزح التي تعانق أشعة الشمس في فترة محددة من النهار لتشكل لوحة جذابة. وتعيش في برك المياه في الوادي العديد من الطيور والزواحف والحشرات الغريبة التي تشد الزوار إلى التأمل فيها لجمالها وقد تأقلمت للعيش في الماء البارد المنساب من تجاويف تلك الصخور ومن فوقها، ويشاهد الزوار برمائيات تشكلت بألوان متعددة فتجد إحداها يلون رأسها اللون البنفسجي ورقبتها الأزرق وصدرها الأصفر والذنب أسود في حين تتمتع الضفادع بنفس تشكيلات الألوان وبأشكال كثيرة بحسب متنزهين في الوادي. مطالبات بدراسة الطبيعة وعلق الشاب خالد عبدالله على طبيعة الموقع أنها من العجائب التي تحتاج إلى دراسة تخصصية لمعرفة أسباب تكون هذا الشق العظيم فيما طالب عبدالله يحيى علماء الأحياء بدراسة أنواع المخلوقات التي تعيش في الوادي. وأضاف أن وفدا يضم أكثر من مائة جغرافي وجغرافية زاروا الموقع وانبهروا بطبيعة الوادي ووعدوا بإجراء دراسات متعددة بعضها حول الأعشاب العطرية التي اختص به الوادي وقل أن توجد في مواقع أخرى. وأشار إلى أن المختصين الذين زاروا الوادي أجمعوا على أن التكوينات الصخرية تتنوع من موقع لآخر، وأن جزءاً من واجهة الوادي تشكل من الطين بهيئة صلبة وانساب مع المياه النازلة من قمة المرتفعات، ما شكل تجاويف وأشكال رائعة تشد الزائر إلى مشاهدتها. العبور لعمق الوادي ومع أن بداية الوادي تبهر المشاهدين بطبيعتها وجمالها إلا أن المتعمق في الجهة الشمالية الغربية لا يستطيع الدخول إلى ذلك الموقع إلا عن طريق تسلق بعض الصخور الكبيرة والتي صنع الأهالي بعض الحبال والسلالم لتسلقها والمرور عبرها لدخول تلك المنطقة، وسيشاهد الشخص أن الطبيعة بدأت تجذبه بروعتها وغرائبها وإبداع الخالق في تلك التكوينات التي تتخللها ألوان الطيف عبر الرذاذ المتطاير من الشلالات المنسابة من أعلى المرتفعات في تلك المنطقة. وتشكلت طبيعة الوادي بزوايا قائمة للأعلى دون ميلان ما يصعب من تسلقها إلا أن الأهالي الذين يعيشون في الموقع قهروا الصعاب وتمكنوا من تسلقها من دون عناء. ويتسابق هواة التسلق لزيارة وادي «لجب» لتجربة التسلق في تلك الشقوق العالية مايجعل منه تحد حقيقي إذ لا يتسلق تلك الصخور بسهولة سوى أهالي تلك المنطقة ممن تعودا على ذلك منذ الصغر. جسور معلقة «المدينة» زارت وادي «لجب» لتقف على تفاصيل الموقع والتقت عددا من زوار الوادي الذين قدموا من خارج المنطقة للاستمتاع بالأجواء الساحرة، وقال محمد الحمد العتيبي من سكان الزلفي: لم أكن أتخيل أن تمتلك مملكتنا الحبيبة مقومات سياحية وطبيعية رائعة كما رأيت هنا في الوادي ولم أشاهد مثلها في العديد من المناطق التي زرتها مشيرا إلى أنه سيقوم بزيارة الوادي في المرات القادمة، وأشار إلى أنه زار عددا من الدول السياحية في العالم ووجد أنهم يستخدمون جسورا معلقة تربط بين جبلين لتكون همزة وصل للزوار من موقع لآخر وبالإمكان حسب قوله أن يستفاد من هذه المنطقة سياحيا إذ أن مقوماتنا السياحية أفضل من تلك المناطق خاصة وأن وادي «لجب» يمتاز بالأشجار المعلقة والشلالات المنسابة والأودية التي تجري طوال فترة العام بالإضافة إلى البحيرات الصافية التي يستمتع فيها الزوار بالسباحة والاستجمام. النباتات العطرية وقال محمد الريثي أحد سكان الوادي: هنا نباتات وأعشاب عطرية قل أن توجد في مناطق المملكة الأخرى فالزائر لهذا الوادي خاصة الجهة الشمالية يستطيب برائحة تلك النباتات ومن أهمها الخطور والكادي والبعيثران والفل العزان والوالة. مشيرا إلى أن هذه النباتات لا يوجد شخص من سكان تلك المنطقة إلا ويستفيد منها ويعتبرها من تراثه الذي لايمكن الاستغناء عنه.