لا أحد يستطيع أن يضفي صفة العمدية على شركة «فايزر» الأمريكية وهي تعلن التوصل إلى لقاح ضد فيروس كورونا فعال بنسبة 90% في اليوم التالي لفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، وسقوط الرئيس الجمهوري دونالد ترامب! مع ذلك سيظل السؤال هو هل تحسب الخطوة الكبرى لصالح ترامب باعتبار أن التجارب السريرية كلها بما فيها الثالثة والأخيرة كانت في عهده، أم تحسب وفقًا للواقع الحالي؟ والحاصل أن الواقع الحالي يقول أن ترامب مازال رئيسًا حتى تنصيب الرئيس بايدن في 20 يناير، ويمتلك صلاحيات الرئيس بما فيها إقالة وزير الدفاع، لكن ذلك كله لا ينفي الحقيقة الناصعة التي تقول إن التوصل للقاح جاء كرمية بغير رام بالنسبة للرئيس بايدن والذي كان منهمك في بدء تنفيذ استراتيجيته للقضاء على كوفيد 19! هذه واحدة والأخرى أن شركة فايزر لا يمكن أن تضحي بسمعتها، فتنتظر أو تتأخر في الإعلان عن اكتشافها الكبير، حتى تتضح نتائج الانتخابات.. والثالثة أن للشركة الأمريكية العريقة شريك ألماني لا يقل عراقة وهو شركة «بايونتيك» الألمانية. على أن هذا الجدل سرعان ما اختفى أو كاد، حيث لا وقت بل لا مجال للتفكير في مسألة التوقيت سياسيًا، خاصة وقد ساهم الخبر المفرح للعالم كله في ارتفاع كبير في البورصات الأوروبية والأمريكية، مع توقع الشركتين أن تحصلا على ترخيص معجل للقاحهما بحلول الأسبوع الثالث من نوفمبر أي بعد أيام، من إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية. ومع تأكيد الشركتين كذلك، على توفير ما يصل إلى 50 مليون جرعة من اللقاح في العالم للعام 2020 وحتى 1,3 مليار جرعة العام 2021 رحب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور أدناهوم تيدروس، بالأخبار المشجعة عن اللقاح الجديد، محييًا جهود جميع العلماء والشركاء في شتى أنحاء العالم الذين يستمرون في تطوير أدوات جديدة آمنة، وفعالة للتغلب على جائحة «كوفيد-19»، واصفًا اللقاح بالإيجابي. من حسن حظ بايدن ظهور اللقاح في هذا التوقيت، ومن حسن حظ الشركتين أن اللقاح سيعوم بالتعبير الدارج مع خطة بايدن، ومن حسن حظ الأمريكيين أن اللقاح سيصبح في متناولهم خلال أيام، ومن حسن حظ العالم أنه سيدخل عام 2021 بأمل كبير في القضاء على الفيروس اللعين!.