بعد أن شنت مواقع التواصل الاجتماعي فيما مضى هجومًا على المعلمين، وكونهم يعيشون حالة من الترفيه ما بين إجازتهم وما بين ساعات دوامهم، ولم تكن الوزارة بعيدة عن التحيز لبعض الذين يتحدثون ويكيلون "الحسد" على المعلمين، نجدهم اليوم في حالة صمت بما يصيب المعلم من حالة إرباك وارتباك تارة من وزارة التعليم، وتارة من الإدارة المدرسية. ما يلاحظ على الطاقم التعليمي منذ نهاية العام الدراسي الماضي 2019/2020 إلى ما قبل بداية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2020/2021، ما بين مقاعد الدراسة وما بين العمل الإلكتروني، وقد تدارك المعلمون أنفسهم، وكل تعلم بطريقته كيف يتعامل مع النظام، تارة عن طريق دورة "ابتدائية" من قبل الجهات التعليمية، والأكثر عن طريق وسائط المعلومات والمقاطع التي انتشرت في الشبكة العنكبوتية أو قام بعملها بعض الممارسين للنظام وأرسلها عبر وسائط الجوال كي يريح الآخرين من عناء البحث. في المدرسة الحقيقية كان دور المعلم هو تحضير الدروس، وشرحها من خلال الفصل الدراسي، وذلك بنظام الوقت المتعارف عليه عالميًا للمدارس منذ الصباح الباكر وينتهي في الظهيرة، بينما اليوم نستطيع أن نرى المنازل في حالة استنفار، فلا يكاد بيت يخلو من وجود معلم أو أكثر فيه، وفي مراحل دراسية مختلفة، ولو التفتنا إلى ما يقدمه المعلمين هذه الفترة لشعرنا بحالة من الرثاء لوضعهم، خصوصًا من ابتلاهم الله بإدارة مدرسية مرتبكة، لا تستطيع المناقشة بل تلقي الأوامر وإعادة تدويرها على المعلمين. من بين تلك المعوقات الجديدة ما يسمى بالحضور والغياب، حيث كان دور الإداريين رصد هذا الحضور بين الحصص، وما نراه اليوم بأن المعلمين أصبحوا يقومون بعمل الإداريين في المنصات الإلكترونية، بينما يقبع الإداري والإدارية في المدرسة، يمضون الوقت وقتله بانتظار نهاية الفترة. كان الأجدر بوزارة التعليم أن تقوم بتكليف الإداريين في كل مدرسة بمتابعة معلميهم والدخول على المنصات مع كل حصة ورصد الغياب بدلاً من تحول (المعلم/ المعلمة) إلى "أرجوز" في "منصتي"، يقومون بتقسيم وقتهم بين تحضير الدروس والشرح على المنصة، وكذلك تلبية طلبات (المدير/ المديرة)، التي لا تتوقف وتأتي من خلال رسائل الواتس أب، الذي أصبح جزءًا مكملاً للعملية التعليمية خلال فترة التعليم عن بعد.