رغم الألم المضني والوجع الفظيع الذي يقربك من الإغماء.. إلا أنني شعرت بسعادة خفية تغالب الألم.. وشعرت بالاطمئنان والامتنان وأنا أرى أبناءنا وبناتنا السعوديين وهم يحومون كالصقور في مجمع الملك عبدالله الطبي بجدة.. هذه المستشفى الضخمة المجهزة بكافة الإمكانات والأجهزة المتقدمة. وأخيراً.. هاهم أبناؤنا يستلمون زمام الأمور ويديرون منشآتنا الصحية، ويقدمون أفضل الخدمات للمرضى بكل أدب واحترام وأريحية لدرجة تشعرك بالفخر، تشعرك بأننا مجتمع محترم ومتقدم استطاع أن يربي أبناءه تربية صحيحة قوامها الأخلاق وحسن التعامل. كنت سعيداً وأنا أرى الأطباء والطبيبات السعوديين وهم في الثياب البيضاء كالملائكة، كأجنحة الرحمة، يهبون إليك ويسعون للسؤال وتخفيف المصاب ويحدثونك بلغتك وثقافتك ولسانك، أراهم وهم يحملون أعلى الشهادات العالمية من أرقى جامعات العالم ومن جامعاتنا السعودية المتقدمة في مجال الطب في كافة التخصصات وفي أكثرها ندرة، ويحملون في نفوسهم تواضعَاً جماً وأدباً رفيعاً، وقد حقق الأطباء السعوديون شهرة عالمية وأصبحوا مقصداً للمرضى من جهات العالم بعد أن كنا نجوب العالم بحثاً عن الأطباء والأسماء كثيرة في تخصصات مختلفة لا يمكن حصرها هنا. كنت سعيداً وأنا أرى الممرضين والممرضات السعوديين وهم كحمامات السلام يحلقون حولك ويراقبون ألمك ويسلون خاطرك وينسونك وجعك وتمتد أيديهم الشريفة إليك فيختفي ألمك. بالتأكيد أنا سعيد، سعيد جداً بكم أيها الشباب السعودي الرائع، سعيد لأنكم تسعون لرفع رؤوسنا في مجال علمي متقدم وتتفانون في تخفيف آلام الناس، وأنا واحد منهم، سعيد بأنه أتى اليوم الذي أرى فيه أبناء بلدي يشغلِّون ويديرون غالبية الوظائف الطبية والفنية والإدارية في صروح الصحة ومنشآتها العظيمة وأجهزتها المتقدمة. سعيد في هذا الوطن العظيم الذي بنى الإنسان قبل أن يبني المكان، وهاهو رويداً رويداً وبخطى ثابتة يرتقي ليحقق المكانة التي يستحقها في هذا العالم وهي القمة، القمة في كل شيء وبأيدي أبنائه.