انتشر في وسائل التواصل مقطع لطفلة تقوم بأكل الفلفل الحار وسط قهقهة المتواجدين.. (أعرف قبل أن أُكمل مقالي هذا بأنه ورد تبرير أحد أقاربها.. وقد سمعته مثلما سمعه غيري في وسائل التواصل -التي أتت على الأخضر واليابس- ولكنه من وجهة نظري عذراً أقبح من الذنب).. وحيث حديثي عن المقطع الأول الذي تساقطت فيه بغزارة دموعها.. أقول: لم يعد للضمير مكانًا.. والحال هذه.. لم يعد في القلب رحمة.. والحال هذه.. ما أسوأ أن تنزع الرحمة من قلوب البشر.. وما أتعس الإنسان حينما يستجدي بماله ابتسامة طفلة لا حول لها ولا قوة.. بئس الثراء.. وبئس الضحك.. وبئس التصوير.. وبئس الموقف.. طفلة.. تبدو فقيرة.. (أو مجبورة أو.....) شروا ثمن دمعتها بدراهم معدودة.. لك أن تتخيل إن ألم الدمعة أشد وأنكأ من جروح اللسان والحنجرة بعدما أغروها السفهاء بمال بسيط «زهيد».. لا يساوي ولن يساوي: دمعة ألم تساقطت على الخد الندي.. وأذُوا بفعلتهم هذه فرحة الطفلة من حيث يعلمون ولا يعلمون..!! يغيب عن بعض بني البشر.. أن الإنسانية الحقة لا تقدر بثمن.. فكيف بمن يتاجر بالبشر..!! وكيف بمن يتوسد أريكة الراحة المزعومة على حوائج الناس.!! مستغلا ضعفهم وقلة حيلتهم.. ما أقبح الغني.. عندما يتغدى.. ويتقوى.. بدموع الفقراء..!! الله يقطع الحاجة... وانتهى عندي الكلام.