مكانة المعلمين والمعلمات في مجتمعنا كبيرة ودورهم مؤثر ورسالتهم عظيمة فهم من يقوم على إعداد جيل المستقبل ولهم دور هام في بناء الإنسان في وطننا العزيز، وقد جاءت مناسبة يوم المعلم العالمي هذا العام في منتصف هذا الأسبوع في وقت استثنائي وفي ظل جائحة كورونا وقد تحمل المعلمون والمعلمات مسؤولية جديدة وخاضوا تجربة حديثة لم يسبق لهم أن قاموا بها من قبل ألا وهي (التعليم عن بعد) والذي يؤكد الجميع بأنه سيصبح خيارًا أستراتيجيًا للتعليم. احتفل العالم أجمع في ظل ظروف جائحة كورونا بمكانة المعلم والمعلمة وأكدت لهم الظروف الحالية بأنه مهما كانت التحديات والظروف فإن المعلمين والمعلمات سيواصلوا أداء رسالتهم التعليمية وسيقوموا بالتكيف مع الظروف الاستثنائية وستساهم الظروف الحالية في تقديم نماذج متطورة ومبدعة في مجال التعليم وقادة مميزين في العمل التربوي خصوصًا وإننا نعلم بأن مهنة التعليم من أهم المهن في المجتمع وأن المعلم هو من يقدم للمجتمع مختلف الكفاءات البشرية من طبيب ومهندس وطيار وغيرها من الكوادر التي تحتاج إليها كافة المجتمعات في مسيرة التنمية، فبدون المعلم وما يقدمه من قيم لتلامذته فإن المجتمع سيفقد الكثير من الخصال الأساسية والتي من شأنها أن تصيبه بالخلل. جاء يوم المعلم العالمي هذا العام بشكل استثنائي فجميع المعلمين والمعلمات كانوا يقفون أمام أجهزة الحاسب الآلي من جهة وكان الطلاب والطالبات وبعض أولياء الأمور يقفون معهم في الجهة المقابلة وقد ساهمت هذه الجائحة في بيان وتوضيح كافة الجهود التي تبذل سواء من طرف المعلم والمدرسة أو من طرف الطلاب وأولياء أمورهم فالجميع عانى خلال هذه الجائحة ولكن تضافر الجهود والتعاون المشترك بين المنزل والمدرسة وبين أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات من جهة أخرى كل ذلك ساهم في مواصلة العملية التعليمية على أكمل وجه. في يوم المعلم أكدت لنا ظروف الجائحة بأن مهنة التعليم قابلة للتطوير من خلال العديد من الأدوات التي تساهم في استمرار العملية التعليمية مهما كانت الظروف صعبة كما أكدت لنا بأن مهنة المعلم ستبقى هي محور العملية التعليمية مهما تغيرت الظروف ومهما كانت التحديات ولذلك كان لابد من مواصلة الاستثمار في تنمية وتطوير قدرات المعلم وامكاناته والتي بدورها سيكون لها الأثر الكبير على التحصيل العلمي للطلاب والطالبات مستقبلاً. شعار يوم المعلم لهذا العام كان (القيادة في أوقات الأزمات ووضع تصور جديد للمستقبل) وقد أثبتت التجربة بتفوق المعلمين والمعلمات في هذه الأزمة كما أكدت بأن مستقبل التعليم يكمن في تطوير آلياته وأدواته ليكون متاحاً للجميع ووفق جميع وسائل التقنية الحديثة والتي ستساهم في توفير الكثير من الوقت والجهد والمال لمستقبل التعليم.