منذ أن بدأت الموجة الأولى لانتشار فايروس كورونا في الانحسار عن العديد من دول العالم بادر بعض العلماء في التحذير وتسليط الضوء على بعض المخاوف من احتمال حدوث موجة ثانية من الفايروس، فالأوبئة الواسعة (الجائحة) تمتد في كل أنحاء العالم وتنتشر على نطاق واسع ثم تتراجع وبعد عدة أشهر تعاود الظهور من جديد في بعض الدول وهناك أسباب للتراجع وفي مقدمتها ما تفرضه الدول من إجراءات احترازية وتدابير وقائية وتباعد جسدي مما يساهم في صعوبة انتشار الفايروس أما العودة في الظهور كموجة ثانية فقد تكون بسبب وجود طفرة جينية للفايروس أو بسبب تخفيف الإجراءات الاحترزازية وعدم التزام المجتمع بتطبيق القيود الاحترازية. اليوم يجتاح العالم بشكل عام وأوروبا بشكل خاص موجة ثانية من وباء فايروس كورونا، وقد أدت الموجة الجديدة إلى قيام السلطات في بعض الدول كبريطانيا إلى العودة إلى إغلاق المطاعم، كما قامت فرنسا وأسبانيا باتخاذ إجراءات مشابهة تجنباً لأن تصل الأوضاع إلى مستويات خطرة كما كانت في شهر مارس الماضي في الوقت الذي تجاوز عدد المصابين بالفايروس 33 مليون شخص حول العالم في حين تجاوز عدد الوفيات مليون حالة وفاة. عدم التقيد بالإجراءات الاحترازية في بعض المجتمعات ساهم في ارتفاع أعداد المصابين بالفايروس في بعض الدول مما فتح الأبواب لتلك الدول لدخول موجة جديدة من الجائحة وهذا ماسبق أن حذرت منه منظمة الصحة العالمية إذ إن التهاون في مواجهة انتقال الفايروس سيساهم في سرعة تكوُّن موجة ثانية في بعض الدول بالرغم من أن البعض يعزو بعض الارتفاعات الموجودة في عدد الحالات إلى ارتفاع الاختبارات المعملية لمن لديهم أعراض مما يساهم في كشف المزيد من الحالات. في المملكة أكد الدكتور محمد العبد العالي متحدث وزارة الصحة في مؤتمر صحفي مطلع هذا الشهر مواصلة انخفاض مؤشر عدد الإصابات في السعودية -ولله الحمد- وشدد في ذلك المؤتمر على أن الاحترازات الصحية المطبقة في المملكة مستمرة بغض النظر عن عودة موجة ثانية من فايروس كورونا مؤكداً على أهمية مواصلة المجتمع لأداء مسؤولياته في مواصلة تطبيق تلك الاحترازات والالتزام بها ولكنه في نفس الوقت نشر الأسبوع الماضي عبر حسابه الرسمي في «تويتر» أن ماحدث من ازدحام وتجاوز للاحترازات الوقائية في اليوم الوطني ال 90 مقلق ومؤسف، كما أكد أن كوفيد 19 لايزال موجوداً وبقوة وأن التساهل والتهاون يمكن أن يعيد زيادته وتسارعه، مشدداً على ضرورة محافظة المواطنين على صحتهم وسلامتهم وحياتهم وحياة من يحبون ومؤملاً التعاون منهم. هي مسؤولية عظمى يجب أن نتعاون جميعاً لكي نؤديها لنحافظ على مجتمعنا من العودة لموجة جديدة لا سمح الله.