متى يتوقف الفكر السائد من قبل بعض المستثمرين الذين يقومون بالبناء التقليدي ضاربين بالفكر الحضاري والجمال الإبداعي عرض الحائط حتى لا تكاد تمر على بداية المخطط وإلى نهايته إلا وتجد نفس التصميم لم يتغير ولم يتجدد.. مجرد قطعة أرض مليئة بعدد الغرف وكأنها غرف وضعت للملاجئ لا متنفس ولا منفس ولا منظر ولا مظهر حتى جدرانها الداخلية مرصعة بالكيشاني الملون منها ماهو مخصص للإستراحات ومنها ماهو مخصص للمسابح ومنها ماهو مخصص لدورات المياه ومنها ماهو مخصص للأحوشة الخارجية ناهيك عن الإضاءة التي صموا أذاننا وهم يرددون أنها ليد، نعم ليد ولكن يالطيب الشغل ذوق لا تأتي بالإضاءة الحمراء وتضعها على الممرات وكأنها مقدمة لبيت الوحوش أو صالة سينما ولا تضع الإضاءة الخضراء وكأنها قبة مسجد يعني حشفاً وسوء كيلاً لا نستطيع شراء بيت العمر بسبب القيود المفروضة ولا نستطيع أن نجد ما يُثلج صدورنا لنجد أنفسنا بين نار الإيجار وبين نار الملجأ الذي يدعي بعض المستثمرين أنه فله أو عمارة وحويش صغير ورغم ذلك سعره المرتفع عن المعقول والذي يتعدى قيمة الضريبة التي تتحملها الدولة مشكورة والأدهى من ذلك صغر المساحة المباعة والمصيبة الكبرى عندما يكون المبيع مضروباً. العمارة فن والتصميم إبداع والفكر لا حدود له.. هناك فلل وعمائر بمساحات صغيرة تم تصميمها بأسعار زهيدة أو على أقل تقدير تساوي تلك المعروضة بالسوق ولكنها تفوق عليها من حيث البعد الجمالي في التصاميم والإبداعات التي خلقت روح جديدة للبيت ليصبح متنفساً للأسرة ومكاناً جاذباً لساكنيه ولكن في النهاية الفرق هو بالعقل الذي يأبى بعض المستثمرين أو حتى بعض المصممين استخدامه.