حين طلب مني زميلي العزيز جداً الأستاذ عبدالله فلاتة المساهمة في الصفحات الرياضية المتألقة في «المدينة» لم أستطع الاعتذار، فالطلب من شخص بقيمة وأدب عبدالله يصعب علي أن أعتذر. ** لكن ماذا عساني أن أكتب عن الهلال الفريق الذي لم يمنح جماهيره الكبيرة في كل مكان فرصة التقاط الأنفاس بعد الأفراح والليالي الملاح التي عاشوها بعد الآسيوية السابعة وتحقيق رابع العالم حتى قدم لهم كأس الدوري الأطول والأصعب والأشرس. ** هكذا هو الزعيم العالمي، بدأ بطلاً واستمر في حصد الألقاب في كل وقت ومن أي مكان، فجماهيره العاشقة التي نشأت وكبرت مع البطولات والنجوم لم تعد تقبل أن يتوارى فريقها ويتقهقر مهما كانت الظروف والمسببات، أذكر ذلك لأؤكد أن جماهير الهلال تقف خلف كل إنجازاته الكبيرة والكثيرة، فهي تحاسب الإداري واللاعب والمدرب على كل خطأ في وقته وبحجمه، وتنصف الناجح ومن يؤدي عمله بإخلاص ومهنية إنصافاً يحفز البقية على محاكاة ذلك، فنشأت الأجيال الهلالية وتعاقبت للتنافس «من يخدم الهلال أكثر، ومن يحمل ذهباً أكثر». ** في الدوري بدورته ال44 كان فارق النقاط الثماني بين البطل والوصيف يؤكد أن الهلال لا يشبع من الألقاب والبطولات، فجماهيره منشغلة بزيادة الألقاب، وردها دائماً بكبرياء الزعماء «الرقم كم»؟ ** الهلال حين ضم كأس دوري الأمير محمد بن سلمان لدوري أبطال آسيا كسبق لم يحققه غيره، كان يقدم نفسه كصاحب أولويات في الكرة السعودية ببطولاته المحلية والعربية والآسيوية. ** في عام واحد وبإدارة جديدة وجهاز فني جديد وإدارة كرة جديدة استعاد الهلال عنفوانه وانتصر لكرامته وكبريائه وتاريخه، فوصل للبطولة الرسمية المعتمدة والموثقة الستين، وهو إنجاز يصعب على منافسيه الوصول إليه، فَحُوت البطولات والألقاب جاهز ومؤهل لالتهام المزيد من الذهب. ** في بطولتي رئاسة فهد بن نافل أكد الهلاليون أن محاولات التأثير على مسيرة فريقهم واستفزازه إعلامياً لا تزيده إلا إصراراً وتحدياً وفتكاً بخصومه، فقد قلتها قبل سنوات وصلت للعشر «لا تستفز الهلال حتى لا تخسر منه»، قلتها لرئيس أحد الأندية واعترف بصحة ما قلته بعد فترة وجيزة. ** للهلال والهلاليين.. كلمة مبروك أصبحت مستهلكة في القاموس الأزرق، ولو استبدلت بكلمة «مبروك الهلال يا بطولة» فستكون مبررة ومقبولة ومستوعبة. ** وللآخرين أقول.. قلدوا الهلال.. اغبطوه.. غاروا منه.. ولا تحسدوه «لأن النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله». ** وللجميع كل الحب والتقدير.