ليس في ذاكرتي شيء أهم ولا أجمل من أن أكون مع القارئ النظيف، والعقل المملوء بالود والحب والتقدير للإنسان الذي أتمنى عليه أن يرسم بأصابعه الموجودة تعبه وحكاياته ومعاناته، وأن يكتب بكل الصدق مفردات اليقين، ويلخص كل مشكلته في سطور، لتكون حروفي صوته ويكون قلمي محراثه الذي يشق الأرض ويزرع بدوره بين أتلام السطور ليكتب له كل ما يهمه!. لكن المؤلم حقاً هو أن تكتشف أن قارئك يخدعك ويصوِّر لك مظلوميته المخالفة والمختلفة تماماً عن الواقع الذي أكتشفه أنا من خلال بحثي ومتابعتي لقصته وقضيته، لأجد أنه لا علاقة له بالواقع وأن مشكلته التي صوَّرها لي هي ليست سوى مسرحية خيالية كتبها بقلم جاف وخطَّها ذهاباً وإياباً فوق أوراق اللعب وغلفها بالكذب والجنون في محاولة جادة لإقناعي بأنه على حق!!. وللعلم أقول للجميع إن الكاتب هو مثقف وقارئ جيد وإعلامي محترف، وإنَّ انتماءه وولاءه وحرصه وحبه للوطن والإنسان هو الحب الذي يمارسه كما هو دون تزييف ودون تحريف، وقبل كل هذا وذاك هو إنسان مختلف عن كل إعلاميي الغفلة ومشاهير الفلس، أولئك الذين يفرحون بالظهور ويعشقون الحضور المزيف المسكون بجنون المصالح وعشق الريال، وهنا يكون الفرق الكبير بين هؤلاء المزيفين وبين مَن يكتب بعقل قرأ كثيراً قبل أن يكتب وفهم الحقل قبل العشب وعاش كل التفاصيل قبل أن يكون كاتباً، وهذه حقيقة. (خاتمة الهمزة).. أرجو من كل قارئاتي وقرائي حين يكتبون لي عن متاعبهم ألا يحاولوا التنكر في ثياب الكلمات وأن يكونوا معي أكثر صدقاً وشفافية، حتى أكون قادراً على طرح قضاياهم بشفافية.. وهي خاتمتي ودمتم.