استأنفت أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني بجدة موسمها الثقافي التاسع عن بُعد، عن طريق تقنية تطبيق «زووم»، تماشيًا مع الاحترازات الوقائية من وباء «كورونا»، واستضافت المستشار والخبير الاجتماعي إحسان صالح طيب في محاضرة بعنوان: «التطوّع ودوره في خدمة المجتمع بالمملكة العربية السعودية»، أدارها الزميل مشعل الحارثي. وفي البداية رحب الدكتور عبد المحسن القحطاني بالحضور، وأشار إلى أن هذه المحاضرة مؤجلة، حيث كانت مقررة قبل الجائحة، وأضاف أن الضيف إحسان طيب صاحب قامة وقيمة، عودنا أن يتواضع أمام العلماء ولكنه يكبر بهم، بتواضعه وبحثه عن المعرفة، وقد كرّس حياته للعمل الاجتماعي والخيري. ثم بدأ الضيف محاضرته، ذاكرًا أن التطوّع هو ركيزة في الإسلام، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «خير الناس عند الله أنفعهم لعباده»، مشيرًا إلى أن التطوّع كان موجودًا عند العرب قبل الإسلام، ولكن الإسلام أعلى من شأن العمل التطوّعي. وأضاف طيب: التطوّع له عدة تعاريف في اللغة والاصطلاح ُتشير في مجملها إلى أن التطوّع هو «الجهد الذي يبذله أي إنسان بلا مقابل لمجتمعه بدافع منه للإسهام في تحمّل مسؤولية المؤسسة التي تعمل على تقديم الرعاية الاجتماعية»، وأنه ينقسم إلى عدة أنواع وصور منها التطوّع التلقائي في حالات الطوارئ، والتطوّع المنظم من خلال مؤسسات ولجان، والتطوّع الفردي والتطوّع الجماعي، وأن من مظاهر التطوّع فرق الكشافة والجوّالة والمرشدات، مضيفًا أن الأممالمتحدة حددت في عام 1985 يوم 5 ديسمبر من كل عام يومًا عالميًا للتطوّع، خاتمًا محاضرته بأن المملكة شهدت العمل التطوّعي المنظم مبكرًا منذ عهد المؤسس، حيثُ أنشأت مشاريع مثل الصناديق الخيرية بمكة، حتى تم تنظيم تلك الجهود بعد إنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، كما تأسست مؤسسات عالمية لتنقل الخير السعودي إلى العالم كمركز الملك سلمان العالمي للعمل الإنساني؛ وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وغيرهما. وفي الختام فُتح باب الحوار للمُداخلين عن طريق «زووم»؛ وشارك فيه: د. علي النملة، م. عبدالعزيز حنفي، السفير محمد طيب، م. سعيد الغامدي. ثم قدمت الأسبوعية كعادتها شهادتي تكريم لضيفي الأمسية.