من التحديات التي تواجه الشباب والشابات في مسيرة حياتهم هو تحدي (الزواج) وما يتطلبه من استعدادات مادية ونفسية واجتماعية، وقد أوضح التقرير الذي أصدرته الهيئة العامة للإحصاء مؤخراً بمناسبة اليوم العالمي للشباب 2020 أن الشريحة الأكبر من الشباب السعودي (حددت الفئة العمرية للشباب بين 15- 34 عاماً) هم من غير المتزوجين، وذلك بنسبة 66,23%، في حين بلغت نسبة المتزوجين 32,45% ، وأشار التقرير أن من أبرز عوامل تأخر سن الزواج لدى الشباب في المملكة هو ارتفاع تكلفة المعيشة وارتفاع تكاليف الزواج. كما تضمن التقرير أسباباً أخرى منها الرغبة في إنهاء الدراسة أو الخوف من تحمل المسؤولية أو صعوبة إيجاد الشريك المناسب. ارتفاع التكاليف المادية للزواج والتي أصبحت لا تقل في مجموعها في كثير من الأحيان عن 100 ألف ريال يُعتبر تحدياً كبيراً للشباب للتفكير في الزواج، وبعض الشباب قد يتساءل: من أين لي هذا المبلغ الضخم؟، وكيف يمكنني أن أوفر كل تلك المصروفات وأنا في بداية حياتي العملية وراتبي لايزال محدوداً ولا يمكِّنني من القيام بجميع متطلبات الزواج المختلفة من مهر وحفلة الزواج والسكن وغيرها من الكماليات الأخرى التي أصبحت في نظر البعض أساسيات. قبل أكثر من عام نشرت صحيفة الإندبندت دراسة قام بها أستاذا اقتصاد من خلال استطلاع على ثلاثة آلاف شخص متزوج تشير إلى أن المبلغ الذي ينفقه الأزواج على خاتم الخطوبة والحفل يرتبط ارتباطاً عكسياً بمدة الزواج، ومن خلال خواتم الخطوبة وجد الباحثون أنه كلما زاد إنفاق الأموال زاد احتمال الطلاق، خاصة عندما تصل تكلفة الخاتم إلى أكثر من ألفي دولار، مما يعني أنه كلما زادت مصاريف الزواج كلما كانت نسب احتمال استمراره أقل.. وكذلك العكس فكلما كان الزواج أقل تكلفة وأيسر كلما كانت نسب احتمال استمراره أكبر. مع جائحة كورونا تغير مفهوم الزواج عند البعض ونظراً للإجراءات الوقائية المتبعة تغيرت حفلات الزواج وأصبحت محصورة في عدد محدود من أفراد العائلة ولوقت محدود، وقد ساهم كل ذلك في تقليص الأعباء والمصروفات المادية على العروسين فلا حجز لقاعة أو فندق، ولا بطاقات دعوة ولا قوائم طعام ولا ديكورات أو هدايا للضيوف بل إن أحدهم أفاد بأن زواج أخته لم يكلف مع العشاء الذي تكفل به العريس وكان الساعة السابعة مساء 2000 ريال ومع ذلك لم ينقص من فرحتنا شيء. من إيجابيات جائحة كورونا أنها جعلتنا نعيد النظر في حفلات الزفاف ومايقام فيها من بعض الكماليات التي أكدت الجائحة أن لاداعي لها مما ساهم في تخفيف الكثير من الأعباء المادية على الشباب والشابات، فكلما كان حفل الزفاف بسيطاً سهلاً وميسراً كلما كانت بركته أكثر وأكبر.