هذا هو عنوان الكتاب الذي نُشر في عام 2013 والمؤلف تود هنري، وأحدث هذا الكتاب ضجة في وسائل التواصل الاجتماعي.. ويروى أن للكتاب قصة مستوحاة من حضور اجتماع عمل، حيث سأل أحدهم الحضور عن أغنى أرض في العالم.. فكانت الإجابة بأنها بلاد الخليج العربي الغنية بالنفط، وآخر قال: إن مناجم الألماس في إفريقيا هي الأغنى، وآخر يؤكد أن أغلى وأغنى أرض هي في جينزا بطوكيو ومنهاتن في نيويورك... الخ، إلا أن إجابة السائل كانت عجيبة ولافتة عندما قال: بل هي المقبرة.. نعم إنها المقبرة هي أغنى أرض في العالم لأن ملايين البشر رحلوا إليها (ماتوا) وهم يحملون الكثير من الأفكار القيّمة التي لم تخرج للنور ولم يستفد منها أحد سوى المقبرة نفسها.. ومن هذا المنطلق ألهبت هذه الإجابة تود هنري لكتابة هذا الكتاب حيث بذل فيه جهدًا مقدرًا يستهدف فيه تحفيز البشر بأن يفرغوا ما لديهم من طاقات كامنة وأفكار وتحويلها الى شيء ملموس قبل فوات الأوان.. واستدرك قائلًا: «لا تذهب إلى قبرك وأنت تحمل في داخلك أفضل ما لديك، اختر دائمًا أن تموت فارغًا»، أي مت فارغًا من كل الخير الذي في داخلك، سلّمه قبل أن ترحل. هذا الأمر يقودنا مباشرةً الى خطبة سيد البشر عليه الصلاة والسلام (خطبة الوداع): «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا» بعد أن بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة وضرب كل أمثلة التضحية والفداء وغادر الى مثواه.. فلا غرو أن نستلهم أيضًا المغزى الآخر من قول سيد البشر صلى الله عليه وسلم: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، وهي رسالة الى قومه بأن نعطي كل ما نملك ونبذل أقصى طاقاتنا لتقديم أفضل الأعمال الدينية والدنيوية.. ولعلنا نستلهم من هذه المعاني العظيمة ما أشرت اليه حتى لا نوصف بالبخل ولنكون بحق خلفاء الله في الأرض، ولاسيما وأن حياة المرء تقاس في نهاية المطاف بمقدار العطاء لا بمقدار الأخذ حتى يأوي المرء إلى فراشه كل ليلة وهو راضٍ عن ما قدم بعيدًا عن الندم حيث لا ينفع الندم.. فإن كانت لديك فكرة نفذها أو هدف إنساني حقِّقه قبل الرحيل، ولا تكتم الخير داخلك فتموت ممتلئًا متخومًا وتكون لقمة سائغة لدود الأرض.