بعد مضي ما يزيد عن أربعة شهور وبضع أيام على دخول فيروس كورونا إلى المملكة، وأكثر من ست شهور لدول العالم، نجد بأن الوعي بما يحدث أصبح أقل من السابق، إذ إن هذه الأعداد التي تتزايد يومياً وفي كل مناطق المملكة، وليست حكراً على مدينة أو قرية بعينها، بل أصبح في كل واد وحي سكني هناك ضحية لهذا المرض، ضحية لم يكن ذنبها سوى مخالطة أناس غير واعين بأنفسهم وبما يحدث في المجتمع والدولة. نحن اليوم خذلنا ولاة أمرنا، خذلنا الجنود المجندة في الصفوف الأولى لمكافحة هذا المرض، خذلنا اقتصادنا والتنمية، ونعود ببلادنا نحو الوراء بسبب عدم الالتزام الدقيق بما يتطلبه هذا الفيروس منا، وأسلوب الوقاية التي طرحتها وكتبتها وقدمتها وزارة الصحة، وكتبها جميع الكتاب وتناولتها جميع الصحف. جميعنا اليوم يعرف كيف يقي نفسه الإصابة بهذا الفيروس، ولو سألنا جداتنا وأطفالنا لعرفنا بأن لديهم وعي بكيفية الإحاطة من الإصابة به، ولكنهم بحاجة للقدوة أمامهم كي يلتزموا بتلك الاحترازات. كيف سيلتزم الطفل في مدرسته وفي الشارع إذا كان البيت غير ملتزم، إذ تجد ولي أمره يرسله للمحل القريب من المنزل بدون (كمام/ قفاز) بحجة أنني سوف اقضي حاجتي في دقائق وأعود للبيت، وماذا بعد؟ سيعود وهو مؤهل لحمل الفيروس وتقديمه على طبق من ذهب لأسرته غير الملتزمة. كي نساعد في القضاء على هذا الفيروس علينا قراءة ما يصلنا على وسائل التواصل الاجتماعي جيداً قبل إرسالها للآخرين دون الاطلاع عليها، علينا تذكير أبنائنا بضرورة التباعد الاجتماعي الذي يجب أن نلتزم به نحن قبل غيرنا، علينا حب وطننا والمساهمة في نهوضه في مواجهة هذا الفيروس وغيره، كي ينعكس علينا بالرخاء، ولا تضيق علينا سبل العيش بسبب الالتزامات الباهظة اتجاه الحرب ضد الوباء. لعلها مرحلة صعبة لم تمر علينا، ولكنها مرت على أجدادنا الذين عاصروا انتشار الأوبئة التي حصدت أرواح الملايين على مستوى البشرية، والفارق الوحيد بينا عصرنا وعصرهم بأن العلم أصبح اليوم بأيدينا، فلا نساهم في قتل علمائنا ومقاتلينا في الصفوف الأولى لمواجهة الفيروس بجهلنا.