تقاعد اللفتنانت كولونيل الكسندر فيندمان الذي قدم أدلة دامغة ضد الرئيس دونالد ترامب في آلية عزله في الكونغرس، من صفوف الجيش الأميركي، اليوم الأربعاء بعد تعرضه لحملة "تنمر وترهيب وانتقام". وأقيل فيندمان (45 عاما) من منصبه في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض في شباط/فبراير، بعد يومين على تبرئة ترامب في مجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية بعدما قضى مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديموقراطيون بعزله. وكان فيندمان يترقب ترقيته لرتبة كولونيل لكن محاميه ديفيد بريسمان قال في بيان إن من الواضح أن تلك الترقية لن تأتي قريبا. وقال بريسمان إن فيندمان "يتقاعد اليوم بعد أن بات واضحا أن مستقبله داخل المؤسسة التي خدمها بوفاء سيبقى محدودا إلى الأبد". واضاف أن "وطنية اللفتنانت فيندنمان كلفته مسيرته المهنية". وأوضح "من خلال حملة تنمر وترهيب وانتقام، سعى رئيس الولاياتالمتحدة لإجبار اللفتنانت كولونيل فيندمان على الاختيار: بين الالتزام بالقانون أو إرضاء الرئيس. بين الوفاء بالقسم أو حماية وظيفته". وتابع: "إنها خيارات لا ينبغي أن يواجهها أي شخص في الولاياتالمتحدة وخصوصا من كرّس حياته لخدمتها". كان فيندمان حاضرا خلال المكالمة الهاتفية في 25 تموز/يوليو 2019 والتي طلب فيها ترامب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فتح تحقيق بحق منافسه جو بايدن. واستدعاه الكونغرس للإدلاء بشهادته خلال جلسات الاستماع التي نظمتها اللجنة ضمن آلية العزل في مجلس النواب. وقال فيندمان المولود في أوكرانيا والذي نال وسام القلب الارجواني الذي يمنحه الرئيس لجرحى الحرب في العراق، إن أفعال ترامب "غير لائقة". وساهمت هذه الشهادة في بناء القضية التي جعلت ترامب ثالث رئيس يخضع لآلية عزل في الكونغرس. ولم يستدع شقيق فيندمان التوأم، وهو محام في مجلس الأمن القومي، للإدلاء بشهادته علنا، لكنه أقيل من منصبه في البيت الأبيض في شباط/فبراير. وقال جون بولتون الذي كان مستشار ترامب للأمن القومي عندما كان فيندمان في البيت الأبيض، لشبكة إم إس إن بي سي إن أداءه كان "استثنائيا". وقال بولتون الذي نشر مؤخرا كتابا عن الفترة التي أمضاها في البيت الأبيض مستشارا لترامب وينتقد فيه الرئيس بشدة "أعتقد أنه كان يستحق الترقية". وقال بولتون إن تقاعد فيندمان "خسارة للبلاد". وأضاف "أنا على ثقة بأن الكونغرس سيكون في الأسابيع القادمة مهتما جدا بالأسباب الدقيقة التي نجم عنها قراره".
