تلك الروح التي تفصل بين الجسد الحي والجسد الميت.. والتي يطلق عليها اسم الوعي في بعض الثقافات، البحوث قائمة على قدم وساق إلى يومنا الحالي ولم يكتشفوا ما هي ولا أين هي؟! إذاً أنت في حقيقتك لست مادة فقط أو جسدا فقط بل لديك مكون غير مادي لا تعرف ماهيته ولا حجمه أو سعته أو حتى مدى قدراته، لذلك سنت زيارة القبور فنحن نزور الأموات في القبور وهي أجساد فانية.. لنتذكر بأن هناك امتداداً بعد الموت لا تعرف ما هو ولا كيف هو (الذين يؤمنون بالغيب) ولكنك تستدل عليه بالعقل والمنطق (أفلا تتفكرون)، (أفلا يتدبرون). فكما قلنا سالفا بأن الأخلاق ليست الجانب الوحيد للجزء غير المادي في العلم، فهناك الحكمة فخريطة الطريق في العلم هي الأخلاق أما غايته فهي الحكمة (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا). فعندما نرى بأن ما نراه ليس إلا جزء ضئيل من الحقيقة، فالمادة لا نرى من حقيقتها سوى الربع تقريبًا فهذا الجزء الغامض يثير فضولنا ويحرك عقولنا ولا تستطيع أن تدركه إلا بالحكمة.. سوى بعمليات عقلية تتعامل مع غائب من خلال عملية المنطقة التي تصل اليها بعمليات عقلية تسمى التحليل والتركيب حتى يضيء ذلك المصباح في المخ. كما أن العلم ليس بالأساس والمبدأ إلا فكرة أو فرضية ثم اختبرت بالأسس العلمية للتحقق من صحتها، إذًا هي بالأصل تنشأ من أساس غير مادي ولو أنها تدرس المادة.. تلك الأسس ما هي إلا طريقة أو أدوات للكشف عليها، وكأنك تضع خلية ما تحت مجهر لتراها، هذا لا يعني انها غير موجودة ولكن انت لا تراها الا بهذه الطريقة. من أوحى للإنسان بهذه الفكرة لأول مرة! اليس الخيال؟ الجزء غير المادي؟ العلم إذا يبدأ باللامحسوس وينتهي باللامحسوس أيضا، فلا يقف عقلك على ما هو علمي فقط أو ما هو محسوس، فالعلم لم يتوقف منذ الازل ولن يتوقف (انا لموسعون) فالاكتشافات العلمية متتالية قد تدحض وقد تكمل فلا تقف عند العلم كمسلمة أو كحقيقة كاملة ولا ستقف عن التطور فاجعل العلم نقطة انطلاقة وليس نقطة توقف.