الحمد لله على تخفيف الحظر وفتح المساجد وعودة الموظفين لأماكن عملهم وإعادة فتح المطارات واستئناف الرحلات الداخلية فيها والتنقل بين المدن وإنهاء تعليق العديد من الأنشطة فقد كانت شهور صعبة مع تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير التي حرصت على الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ونجحت في ذلك نجاحًا كبيرًا حيث تمكنت من إبقاء معدلات الإصابة والتعافي في مستوى قابل للسيطرة كما كانت معدلات الوفاة من أقل المعدلات في العالم. اليوم تبدأ المرحلة الثانية من تخفيف إجراءات منع الحظر وبدء هذه المرحلة لا يعني انتهاء انتشار الفايروس فهو لا يزال بيننا ولا تزال خطورته كما هي ولا تزال المستشفيات تستقبل مئات الحالات يوميًا ولا تزال غرف العناية المركزة تستقبل حالات حرجة ولا تزال هناك وفيات يومية متأثرة من الفايروس ولذلك فإن علينا أن ندخل هذه المرحلة بحذر شديد جدًا خصوصا بعد أن استوعب الكثير من أفراد المجتمع السبل التي يمكن أن تساهم في تقليل فرص الإصابة بالفايروس إضافة إلى ارتفاع مستوى الوعي في المجتمع بشكل عام ووسائل الوقاية منه. الاستمرار في الحجر ومنع التجول الدائم لم يكن حلًا لما لا نهاية بل كان حل لمرحلة معينة تطلبت أن نعزل أنفسنا وأن نلجأ لهذا الحجر المنزلي لنعرف عدونا وماهي الوسائل الممكنة والتي قد تساعدنا في التغلب عليه واليوم وبعد أكثر من شهرين من تطبيق الإجراءات الاحترازية تعرفنا من خلالها على الكثير من المعلومات المتعلقة بالفايروس واطلعنا على تجارب العديد من دول العالم المختلفة والتي أعلن الكثير منها رفع القيود تدريجيًا وعودة الحياة إلى طبيعتها الجديدة من جديد معتمدة على منهج (التباعد الاجتماعي) لقناعتها بأن الخطر لا يزال قائمًا ولكن لابد من التعايش معه والتعامل معه بحذر شديد. المرحلة الثانية من تخفيف إجراءات الحظر هي مرحلة حرجة للغاية ويجب علينا أن نتعامل معها بحذر شديد فإن التزمنا بكافة البروتوكولات المعلنة من قبل الجهات المختصة وطبقناها بحذافيرها ولم نتهاون في التعامل مع كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية فهذا سيقودنا للمرحلة الثالثة من تخفيف إجراءات المنع وهي العودة لحياة ما قبل هذه الجائحة، وأما إن لم يتم الالتزام وكان هناك تساهل وعدم تقيد بالأنظمة والقوانين فلا ننسى أن كافة تلك الإجراءات المرتبطة بتخفيف منع التجول هي إجراءات خاضعة للتقويم والمراجعة الدورية من وزارة الصحة للنظر في تمديد أي مرحلة أو العودة إلى اتخاذ إجراءات احترازية متشددة وذلك بحسب ما تقتضيه المعطيات الصحية. بدأنا هذه الجائحة بحملة (كلنا مسؤول) واليوم تنطلق حملة جديدة بعنوان (نعود بحذر) فلنستشعر خطورة الوضع ولنكن على قدر المسؤولية ولنحافظ على المكتسبات التي جنيناها خلال الأشهر الماضية حتى نعبر هذه المرحلة بسلام وأمان.