على المرء أن يُدرك أن الجمال يُشرق من قلبه أولاً، وأنه على طهارة قلبه سيُرزق، لأن في القلب وفرةٌ وطمأنينةٌ وأمان، وأن من يجعل الله في قلبه يزيد إيمانه، وتنعم روحه، وتهنأ حياته، لأن الله ما جعل في القلب عظَمةً إلا لحكمةٍ بليغة لذلك استثنى القلب السليم في قوله تعالى:{إلا من أتى الله بقلبٍ سليم}، فاجعل في قلبك متسعًا للخير واتصل به وثِق بحدسك ونواياك، فما تؤمن به سيتجلى ويتحقق، عليك أن تملأ قلبك باليقين وروحك بالرحمة، وأن تُجّمل أقوالك، وتلطف أفعالك، وأن تزرع الخير فوق كل أرضٍ وتحت كل سماء لأنه أينّما زُرِع الخير حُصدت ثماره وما عملت من عملٍ فانوي أجره، فإن جزاءك أن يزيدك الله من فضله، وإن أتاك ما يُؤذيك فاختر الرضا واعفُ العفو الجميل، وتذكر أن جبر الخواطر عبادة واقصد الناس كالغيمةِ التي مرّت وروت ثمّ ولّت.. واعلم أنه إن صلح قلبك استقامت حياتك، وأنك تستطيع أن تصل إلى ما تريد بقلبك بالنور الذي تحمله بداخلك ولأن القلب أبصر من العين أحياناً سترى بقلبك مالا تراه عيناك، وتأمل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يدخل الجنة أقوام أفئدتُهم مثل أفئدة الطير، أي أن قلوبهم لينة، رحيمة، طيبة، سليمة، لا تعرف الحقد، والغل، والنفاق يعملون بأمر الله ويخافونه. إن ازدهار الأجيال تنبع من قلوبهم باعتبار أن القلب هو النواة الأولى للإنسان وبه تُبنى الفطرة السليمة، لذلك فلنمهد الطريق للأجيال القادمة بأن نعزز مفهوم الإنسانية لديهم حتى يعم على هذا العالم السلام، ولنجعل جميع انتصاراتهم هو أن يمضوا في هذه الحياة بكل شجاعةٍ وقوةٍ ونقاء، وتذكروا أن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، وحتى في الرَمَقْ الأخير من الحياة فلنحافظ على جوهرنا ونغادر الحياة ونحن نبلاء، فإنه ما بين ميلادنا وموتنا نحن لا نرحل لنرحل إنما نرحل لنبقى بأعمالنا الطيبة وسيرتنا الحسنة، هكذا يبقى الخلود، فلندعُ الله جميعًا لأجل بدايات أخرى حسنة ونقول اللهم أينّما كان الرضا اجعله دائمًا في قلوبنا.