بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، أصيب بفيروس كورونا وتعافى منه، وأول تصريح مباشر له، بعد تعافيه وشفائه وعودته لممارسة عمله، هي عبارة «التباعد الاجتماعي».. بل من كثرة امتنانه للطبيبين اللذين عالجاه من الفيروس الذي كاد أن يودي بحياته، وتقديراً لهما، قام بإطلاق «اسم الطبيبين» على مولوده، من «صديقته» «كاري سيموند»، وأصبح اسم المولود «وايلفريد نيكولاس جونسون».. والسؤال الذي يطرح نفسه في مقالنا، هو لماذا التباعد الاجتماعي مهم جداً في وقف انتشار الفيروس القاتل كورونا؟! وللإجابة عليه فإننا سوف نعود لتصريح بوريس جونسون، الذي أكد على أهمية «التباعد الاجتماعي»، حيث تمت إصابته من خلال اختلاطه في عمله بشخص يحمل فيروس كورونا.. ولذلك سوف نطبق المثل الشعبي القائل «ما يحس بالنار إلا واطيها»، وعندما تأتي النصيحة من شخص أصيب بالفيروس فإنها تغني عن ألف نصيحة تقوم بها السلطات الصحية، أو النصائح من خلال الإعلام التقليدي، أو وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها.. التباعد الاجتماعي، ياسادة، والبقاء في حدود آمنة لا تقل عن ثلاثة أمتار، ولبس الكمامات والقفازات، وعدم المصافحة على الإطلاق أو تقبيل»الخشوم»، أو القبلات الطائرة في الهواء على الخدين، وغسل اليدين بالصابون لمدة لا تقل عن 40 ثانية، والتعقيم لليدين، وتحاشي الأماكن المزدحمة والتجمعات، والزيارات العائلية والمناسبات، والتعقيم المستمر في الشوارع، والأماكن العامة، والأسواق، والبقالات الكبيرة، والمجمعات التجارية «المولات»، وعدم لمس العين أو الأنف أو الفم وغيرها، والتواصل مع الخطوط الساخنة لوزارة الصحة للمساعدة وطلب الكشف عند الشعور بحرارة شديدة، وضيق في التنفس، والسعال الشديد، والتهاب في الحلق وغيرها من الأعراض، والحجر الذاتي في المنزل، جميعها من الإجراءات الاحترزية الكفيلة بمشيئة الله في وقف انتشار هذه «الجائحة» التي تجاوزت أرقام الوفيات فيها لأكثر من 300 ألف حالة وفاة في العالم؟! التباعد الاجتماعي «يسرع» في الرجوع المتدرج للحياة، ويحمي كبار السن من الإصابة بفيروس كورونا، وبخاصة البعض من الشباب المستهترين الذين ينقلون الفيروس من خارج المنزل إلى داخله من خلال تجمعاتهم بزملائهم وأصدقائهم الذين قد يكونوا خالطوا مصابين بهذا الفيروس وهم لا يعرفون.. التباعد الاجتماعي يباعد بيننا وبين الفيروس حتى نعطي الفرصة لعلماء وخبراء أبحاث الفيروسات والأوبئة لتطوير اللقاحات اللازمة، وكذلك نعطى الفرصة لهم أيضاً للتوصل إلى علاج ناجع للمصابين بهذا الفيروس الغامض القاتل الذي لا يرى بالعين المجردة.. التباعد الاجتماعي يبقي الإنسان على قيد الحياة بمشيئة الله، كون الفيروس غامضا، والدولة التي انطلق منها هذا الفيروس «الصين» تمتنع عن كشف ماهية هذا الفيروس، ولا تسمح لخبراء منظمة الصحة العالمية بمباشرة تقصي الحقائق، وهل مصدره حيواني أم غير ذلك، وهل هو «مخلق» في المعامل والمختبرات أم لا؟! وهل تسربه أو انطلاقه من المعامل والمختبرات في مدينة ووهان الصينية كان متعمداً أم أنه غير ذلك؟ جميع تلك المعلومات سوف تساعد في فك شفرة هذا الفيروس من قبل العلماء والخبراء في الأوبئة والفيروسات، ولكن يبدو أن الصينيين مصرون على فناء البشر لكي يوزعوا سكانهم الذي تجاوز المليار على الدول الشاغرة بالموتى؟! بيت القصيد هنا «التباعد الاجتماعي» والعزلة الاجتماعية، والبعد عن التجمعات في أي مكان، وأخذ الاحتياطات الاحترازية، وعدم ركوب المواصلات العامة، أو وسائل النقل الأخرى التي لا توجد بها الإجراءات الاحترازية كفيلة بمشيئة الله من الوقاية من هذا الفيروس.. حمانا الله وإياكم من طاعون هذا العصر الذي عطل تواصلنا الاجتماعي ليحل محله التباعد الاجتماعي لحماية أرواحنا فأهلاً وسهلاً به.