من لطف الله كورونا ليست شرًا بالتمام، فكم من مقصر حرك الله فيه حب الإيمان بجملة صلوا في بيوتكم، ففتحت باب العتاب واللوم بينه وبين ضميره.. الذي بدا عمله على عائلته، فإن العمل توقف والعائلة موجودة، وأصبح قليل حيلة تجاه أولويته الماضية لكنه بكامل شعوره الصادق وسط عائلة أدرك الآن كم فاته من لحظات مشاركتها التي لا تعوض.. المسافر محب المغامرات كم سفرة عاد منها فذمها وتوعد أنه لن يعاود زيارة تلك المدينة وأتهم الأيام بأنها كانت سيئة، فالله يوقظ فيه الشعور بالثناء والشكر بدلاً من الغطرسة.. الزحام الذي كنت تشكو منه كل صباح وتتلفظ بالدعاء على من تسببوا فيه اليوم أصبحت مدينة أشباح كلهم في بيوتهم وأنت منعزل عنهم تمامًا لن يُشعرك بالراحة هذا الصمت المريب طبعًا، يعلمك الله أنّ السخط شنيع.. الذي كان يعتذر لغالٍ عن زيارة تمنى فيها رؤيته فأجّل أمنيته لليوم التالي يعلمك الله أن أمنيات الغالين أغلى من أن تتأخر فجرب إحساس الفقد المؤقت وقد تأخرت أمنياتك اليوم.. العمل الذي تذمرت منه والساعة الثامنة التي كانت تؤرقك والاجتماعات المطولة التي لا تمنحك قسط الراحة لتتناول وجبة إفطارك في وقتها فالعمل أصبح لا يريدك، الساعة الثامنة لم تعد تدق، الاجتماعات ألغيت، يمكنك أن تتناول وجباتك الثلاث في ذات اللحظة فلا شيء ينتظرك! اللهمّ إننا تَعَودنا فلا تُعوِّدنا على ما لا نعتاد عليه. اللهمّ رُدنا لأيامنا كما تُحب أن نكون ورُد أيامنا لنا كما نُحب أن تكون.