بسبب الحظر وتعطيل الحركة وتوقف كثير من المصانع وقلة استخدام وسائل النقل بجميع أنواعها لمدة شهرين تقريبًا يقال إن البيئة بدأت تتعافى من التلوث البيئي وقيل إن 35% من ثقب الأوزون التحم وصفا الجو من الملوثات حتى وصلتني صورة ترى فيها المنامة من شاطئ المنطقة الشرقية. وعليه 35% تعافي في شهرين للبيئة أي نحتاج إلى توقف ستة أشهر لتعيد البيئة توازنها فلو حقق العالم حكمة خلق الليل والنهار الواردة في كتاب الله العزيز الحكيم بقول من المولى عز وجل (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا) قال السعدي في تفسيره: (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) أي: راحة لكم، وقطعًا لأشغالكم، التي متى تمادت بكم أضرت بأبدانكم، فجعل الله الليل والنوم يغشى الناس لتنقطع حركاتهم الضارة، وتحصل راحتهم النافعة.. قال ابن كثير في تفسيره: وقوله(وجعلنا نومكم سباتا) أي: قطعًا للحركة لتحصل الراحة من كثرة الترداد والسعي في المعايش في عرض النهار.. وقد تقدم مثل هذه الآية في سورة «الفرقان».. (وجعلنا الليل لباسا) أي: يغشى الناس ظلامه وسواده، كما قال: (والليل إذا يغشاها) وقال الشاعر: فلما لبسن الليل، أو حين نصبت له من خذا آذانها وهو جانح.. وقال قتادة في قوله: (وجعلنا الليل لباسا) أي: سكنا.. (وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا) أي جعلناه مشرقًا نيرًا مضيئًا ليتمكن الناس من التصرف فيه والذهاب والمجيء للمعاش والتكسب والتجارات وغير ذلك. وإذا ما تحقق جعل الليل لباسا والنهار معاشا واقفلت المصانع والأسواق من الساعة السادسة مساء وقلة الحركة فبهذا تكون البيئة في راحة مجموعها ستة أشهر سنويًا ويتحقق التوازن البيئي. بل حتى الإنسان يكون له الليل سباتًا بالنوم بما يعود على صحته بالفائدة العظمى وجاء في تفسير آخر لقول الله تعالى (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا): من نعم الله على بني آدم أنه لم يخلقهم في انشغال دائم ولا عمل متواصل وإنما خلق لهم النوم لتهدأ الأجساد وتتحصل على راحتها حتى لا تتضرر من استمرار الحركة.. كما خلق سبحانه الليل لتسكن الأجساد وتهدأ الأنفس من مشقة الكد.. وجعل النهار مضيئًا مشرقًا لتنتعش الأجساد بعد ثباتها وتتحرك لتحصيل المعايش وعمارة الأرض. ** رسالة: من عظيم كرم الله وحبه لنبيه ومصطفاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمرنا بالصلاة عليه وهو عز في علاه صلى عليه وملائكته البررة قبلنا وجعل الصلاة عليه، عليه صلوات ربي وسلامه سببًا لصلاة الإله الكريم علينا وكل صلاة منا بعشر منه عز في علاه. وجعل الله جل جلاله الصدقة سببًا لصلاة الحبيب صلى الله عليه وسلم على المتصدق فقد قال تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم). وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه.