بدأت مؤخراً حملات تدعو للتعايش مع فيروس كورونا المستجد فهاهو مدير معهد الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية يصرح «بأنه من المحتمل أن يصبح كورونا وباء يجب على البشر أن تتعايش معه لفترة أطول حتى يتم التوصل إلى اللقاح المضاد والذي قد يستغرق من 12 إلى 18 شهراً»، وأشار رئيس الوزراء الفرنسي أن على الفرنسيين أن يتعلموا التعايش مع الفيروس وحماية أنفسهم وأكد أن الوقت قد حان لتخفيف الإغلاق تدريجيًا وأعلن عن العودة للمدارس خلال الشهر القادم، كما أكد رئيس الوزراء الإيطالي نفس العبارة وأعلن عن بدء مرحلة التعايش مع الفيروس بالنسبة للجميع مع تأكيده على وجود الخطر، فيما شهدت أمريكا إجراءات لتخفيف الإغلاقات في العديد من الولايات في الوقت الذي سجلت فيه البلاد الإصابة رقم مليون. كلما طال وقت الجائحة كلما زادت الضغوط على أهمية التعايش معها خصوصًا في ظل تكبد الاقتصاد العالمي خسائر فادحة جراء انتشار هذا الوباء مما إضطر العديد من الحكومات لدعم الشركات الأكثر تضررًا محاولة منها لإنقاذ ما يمكن انقاذه خصوصًا مع تأكيد منظمة الصحة العالمية بأن «الجائحة أبعد ما تكون من نقطة النهاية وأن الطريق لا يزال طويلاً»، كما أشار وزير المالية الألماني أن على المواطنين في ألمانيا أن يتعودوا على نمط الحياة المصحوبة بفيروس كورونا مشيراً إلى أنه طالما لا يوجد علاج فيجب على المرء أن يتعلم التعايش مع الفيروس كحقيقة داخل المجتمع مؤكداً أن «الأمر لن يعود كما كان وأننا يجب أن نراعي الحذر دائماً في أن نبقي العدوى تحت السيطرة». في مقاله يوم الاثنين الماضي بعنوان «هل سينتهي (كورونا)؟.. وما أقل السيناريوهات ضرراً؟» أكد معالي وزير الصحة الأسبق الدكتور حمد المانع أنه سبق أن نصح «بعدم ضرورة أو جدوى الإغلاق التام لمواجهة فايروس كورونا المستجد واتخاذ تدابير وقائية وسطية تحد من انتشار الفيروس وفي الوقت نفسه لا تعطل الحياة وتؤثر على الاقتصاد الوطني» مؤكداً «أن فيروس كورونا المستجد لن ينتهي في شهر، ولا حتى في عام شأنه في ذلك شأن كورونا ميرس الإنفلونزا التي بدأت عام 2012 ومازالت باقية إلى يومنا هذا، لكن ما الذي حدث؟ تكونت لدى الناس مناعة ضد (كورونا ميرس) وهذا ما سيحدث مع كورونا المستجد فلا سبيل على الإطلاق لاحتوائه إلا بالتعايش معه، بالطبع مع اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة والعودة التدريجية». الدولة -رعاها الله- وضعت الحفاظ على صحة وسلامة المواطن والمقيم هدفا أساسيا لها وكانت سباقة بالقيام بالعديد من الإجراءات الاحترازية من فترة مبكرة وقد خصصت العديد من اللجان والفرق التي تعمل ليل نهار لتقييم كافة الأوضاع وإجراء الدراسات والفحوصات لقياس آثار الإجراءات والتوصيات اللازمة للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع.